تُعتبر العبادة من الشعائر والشرائع الأساسية التي تمثل جوهر الدين الإسلامي، حيث قال الله -عز وجل-: (قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لاَ شَرِيكَ لَهُ). إذ أن الإسلام يتجلى من خلال الأعمال التي يقوم بها الإنسان استجابة لأمر الخالق سبحانه وتعالى. في هذا المقال، سنسلط الضوء على الفروقات بين الشعائر والشرائع.
تعريف الشعائر
- الشعائر تُعد من المعالم الملموسة، حيث تشمل العبادات التي تظل خفية بين العبد وربه؛ إذ إن التفريط في هذه الشعائر يعني التفريط في حق الله. وهي تشمل كل ما أعلمه الله -عز وجل- لعباده من الأمور المهمة والمقدسة، التي تمتاز بأماكن وأزمنة وأفعال محددة. كما قال -عز وجل-: (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ الله).
- الشعائر تشمل جميع العبادات التي أُعلن عنها من قبل الله -عز وجل- كعلامة للطاعة، لذا يُقال “شعرت به” أي عرفته. لذلك، سُميت العبادات إعلامًا وشعائر، كما قال الله -تعالى-: (وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ الله).
تعريف الشرائع
- الشرائع تُشير إلى العلوم المرتبطة بكل ما أنزل الله -عز وجل- من أحكام، وهي المصدر الذي يتلقى من الله-عز وجل- وطريق الإسلام الكامل في العقائد، والأحكام الفقهية، والأخلاق، والإخلاص، وغيرها من الأعمال التي شرعها وأمر عبادته بها حتى يوم القيامة.
- تُعتبر الشرائع ما اختاره الله سبحانه وتعالى لخلقه ليغذي قلوبهم بإيمانهم. فالشريعة هي المسلك إلى الوصول إلى الأمور، وبهذا سُمي المسار إلى الماء شريعة.
- تمثل الشرائع الطرق للاتباع في أداء الشعائر، كما ورد في قوله -تعالى-: (ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا).
- “شَرَعَ لَكُم مِنَ الدِينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا والذي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ”.
- «إِنَّ الَذِينَ آمَنُوا وَالَذِينَ هَادُوا وَالنَصَارَى وَالصَابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ».
- تتميز الشرائع بتنوعها بين الجماعات الدينية، حيث قال تعالى: «لِكُلٍ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَة وَمِنْهَاجا وَلَوْ شَاءَ اللَهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَة وَاحِدَة».
- كما تتفاوت المناسك باختلاف الشرائع كما ورد في قوله تعالى: «لِكُلِ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكا هُمْ نَاسِكُوهُ».
- الحكمة الإلهية اقتضت تنوع الأمم والشرائع لكي يعبر الخلق عن اختلافهم، مما يوفر روح المنافسة الإيجابية.
- هناك آيات قرآنية تدعو للتعامل بالمعروف حتى مع غير المسلمين، مثل: «وَإِلَهُنَا َوَإِلَهُكُم وَاحِدٌ» و«وَلاَ تُجَادِلُوا أَهْلَ الكِتَابِ إِلَّا بالتي هِيَ أَحْسَنُ» و«وَإِنَّ هَذِهِ أُمَتُكُمْ أُمَةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُكُمْ فَاتَقُونِ».
- وفيما يتعلق بالتعامل مع غير المسلمين، قال الله تعالى: «لاَ يَنْهَاكُمُ اللَهُ عَنِ الَذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُوَهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ» وأيضًا «وَإِذَا رَأَيْتَ الَذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَى يَخُوضُوا في حَدِيثٍ غَيْرِه».
كما يمكنك التعرف على:
التفاهم بين الشعائر والشرائع
- إن العبادة في الإسلام تشمل كل ما يحبه الله من أقوال وأفعال، إلا أن بعض الخطباء قد يخلطون في هذا المفهوم.
- فالكثير من الوعاظ يخوضون في مواضيع تتعلق بالشعائر وكيفية أدائها، لكنهم يغفلون عن أن الإسلام أيضًا دينٌ يتضمن المعاملات والأعمال الصالحة.
- وقد جمع بعض الأنبياء بين الشعائر والشرائع في حياتهم، مثل قصة سيدنا نوح الذي أعد السفينة لإنقاذ البشرية.
- كما سردت البقرة قصة ذو القرنين الذي قام ببناء سدٍ يحمي الناس من يأجوج ومأجوج، كذلك قصة سيدنا داوود الذي صنع لأحاده الدروع والسلاح لحمايتهم.
- تتطلب العبودية التوازن بين الشعائر والشرائع، إذ إن الإخلال بأي منهما يعني نقص العبادة، كما أن من يُقبل على الشعائر بدون الشرائع ينقصه الجانب الصحي في الإيمان.
- كما أنه أكد الله على أن الشريعة تمثل الطريق الأوحد الذي يوصل الإنسان إلى رضاه، كما في قوله: “والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير فاذكروا اسم الله عليها صواف…”.
- تتجسد الشعائر في الصلوات والصيام وقراءة القرآن، ويُظهر مثال ذلك كيف أن أي تطهير سجاد الصلاة ليس بالأمر العادي، بل يحظى بمكانة خاصة في العبادة.
كما يمكنك الاطلاع على:
التمييز بين الشريعة والشعيرة من منظور لغوي
- الشرعية لغويًا تعني السنة والسبيل، والشرعة تشير إلى مصدر الماء، وهي المنبع الذي يستمد منه المرء دينه، ويُشير الدين إلى مدى خضوع المرء لمبادئ الإسلام.
- الشرعية والدين ليسا متضادين، حيث يشير كل منهما إلى الآخر، فالشرعية تشمل السنن والأحكام كما ورد في قوله تعالى: “لِكلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا”.
- أما الشرائع فإنها تختلف من حيث الأوامر والنواهي بحسب المصطلحات المختلفة.
الشعائر والشرائع
- يُعتبر الدين الإسلامي تكوينًا من الأعمال التي تصدر عن الإنسان استجابة لأوامر الخالق، حيث يسعى العبد لأداء جميع الأعمال بما يتوافق مع أوامر الله -عز وجل- ليحقق رضاه وحصوله على الثواب.
- إن العبادة تعبر عن تكامل الشعائر والشرائع التي تشكل جوهر الدين الإسلامي، حيث قال تعالى: (قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لاَ شَرِيكَ لَهُ).