هل يجب الغسل بعد العادة سرية للشباب؟ وهل يغني الوضوء عن الغسل؟ ففي واقع الأمر تعد تلك من الآفات التي انتشرت في المجتمع بالآونة الأخيرة بشكل كبير، وبجانب حالة عدم الوعي أو كثرة الفتاوى في الأمور الدينية فيجب تسليط الضوء على مثل تلك القضايا الشائكة كالغسل وكيفيته عبر موقع سوبر بابا.
نظرًا لكثرة الافتاءات من حولنا تلك الآونة فهناك العديد من الشباب يقعون ضحية لفهم الكثير من الأمور الخاطئة عن دينهم، وذلك ما نشر الكثير من الآفات في المجتمع كالعادة السرية التي أصبحت جزءًا من اليوم، ولذلك فهو من المواضيع التي يجب تسليط الضوء عليها.
الجدير بالذكر هنا أن دار الإفتاء قد أصدرت بعض الإفتاءات بخصوص ذلك الأمر، خاصةً بعدما جاءها عدة أسئلة بخصوص إن كانت العادة السرية تنقض الوضوء وطهارة الشخص أم لا.
أولًا أوضح الفقهاء أن العادة أمر محرمًا شرعًا سواء كان بالتخيل أو الاستمناء بأي من الوسائل المتاحة لكي يشعر الرجل بالشهوة، وفي ذلك استشهدوا بقول الله تعالى:
(وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ العَادُونَ) [سورة المؤمنون 5-7].
أي أن العادة السرية محرمة ولها عقاب عسير عند الله تعالى، والواجب أن يقوم الفرد بالتوبة النصوح إلى الله ـ عز وجل ـ بعدها، وألا يحاول التمادي في الخطأ أو الإحساس أنه لا يسبب له الضرر.
اقرأ أيضًا: متى يجب الغسل للمرأة العزباء
دين الإسلام يحثّ على الطهارة بدايةً من العقل إلى الجسد، وهو ما يجعل من الهام التخلي عن أي من الأفكار السلبية المنتشرة في المجتمع بخصوص العادة وغيرها، ومن أهم تلك الآفات المنتشرة هي أنه يمكن للشاب أن يتوضأ بدلًا من أن يغتسل بعد ممارستها، أو أنه من الممكن أن يقوم بغسل منطقة الفرج فقط.
في تلك الأقاويل والحيرة قد أصدرت دار الإفتاء فتوى بأن العادة توجب الغسل على المسلم، وأنه يجب أن يكون الإنسان طهورًا من بعدها لكي يتمكن من أداء الصلوات وذكر الله تعالى.
خروج المني بسبب ممارسة العادة السرية لا يوجب الغسل، فالسائل المنوي يجعل الإنسان غير طاهر خاصةً إن كان ناتجًا عن الاستمناء، ولكن في حالة كان الاستمناء غير مصحوب بخروج السائل المنوي فمن الممكن ألا يقوم الرجل بالغسل ويكتفي بالوضوء فقط وغسل المنطقة.
الغسل من الأمور التي تقتصر بين الناس على الجنابة فقط، ولكن الأمر يختلف عن ذلك كثيرًا، فإنه ينقي المرء من أي ذنوب أو دنس، ومن الواجب أن يغتسل الإنسان بعد العادة، الجنابة أو فترة الحيض بالنسبة للنساء.
الجدير بالذكر هنا أن دار الإفتاء قد أوضحت أن الغسل الخاص بالعادة لا يختلف عن أي من الغسل الخاص بالآخرين، حيث تتمثل خطواته فيما يلي:
ذلك الغسل ما قد تعلمناه عن نبينا محمد ـ عليه الصلاة والسلام ـ، فعن عائشة أم المؤمنين ـ رضي الله عنها ـ عنه:
“أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذَا اغْتَسَلَ مِنَ الجَنَابَةِ بَدَأَ فَغَسَلَ يَدَيْهِ قَبْلَ أنْ يُدْخِلَ يَدَهُ في الإنَاءِ، ثُمَّ تَوَضَّأَ مِثْلَ وُضُوئِهِ لِلصَّلَاةِ” [صحيح مسلم].
بالحديث عن كيفية الغسل بعد العادة السرية والتوضيح أنه لابد عند خروج المني، فمن الهام التنويه أن هناك فرقًا ما بين المني والمذي، وهو ما يوجب معرفة الفارق بينهما، وذلك كما أوضحه الفقهاء بكل سهولة ويسر.
يتمثل الأمر في أن المني الخاص بالمرأة تكون رائحته غريبة ويشبه مني الرجل، بينما تكون رائحة مني الرجل أشبه بطلع النخيل، ولكن هناك علامات أخرى توضح أن ما خرج مني وليس مذي، والتي تتمثل فيما يلي:
قد نوّه العلماء في الدين أن الأمر لا يحتاج إلى وجود كل تلك العلامات سويًا لكي يتم ملاحظة أنه مني، ولكن في حالة الشك بأن هذا مني فلابد من الغسل والتطهر لكي يتم قبول أي من العبادات.
أما عن المذي فهو عبارة عن سائل شفاف ولزج، ويخرج في العادة عند تذكر أو التفكير في الشهوة، وأوضحوا أنه لا يوجب الاغتسال ولكن يجب أن يتم التطهر منه وغسل الفرج أو العانة.
يتضح من ذلك أن الفرق ما بين المذي والمني هو أن المني ما يخرج نتيجة للاستمناء وممارسة العادة السرية، والمذي ما يخرج دون إرادة الإنسان، ولكن يجب أن يحاول الإنسان أن يتطهر ويغتسل بعد العادة طالما شك في الأمر، فأن يتم ترك الشبهة أفضل بكثير.
أغلب الناس لا يدركون كيفية الغسل من الجنابة أو الاستمناء، وذلك ما يجعل هناك رغبة في التيسير والسهولة، كما أن خطواته قد ينساها البعض، ولكن الله تعالى لا يريد أبدًا أن يشقّ على عباده، فأوضح الفقهاء أنه يمكن للمرء أن يعمم جسده بالماء دونًا عن الغسل، شرط رفع الحدث الأكبر فالماء طاهر.
لكنهم قد أوجبوا ضرورة وجود شرط واحد في الطهارة من المني بعد العادة السرية، ألا وهو أن يعمّ الماء كل الجسد وفروة الرأس، فلا يجوز للمرء أن يقوم بالاستحمام فقط، ودون ذلك لا يعد الغسل صحيحًا.
من الواجب على المرء أن يؤدي عباداته في وقتها دون تأخير، وذلك ما يجعل هناك حاجة إلى الغسل والمبادرة به ما يتم نزول المني، ولا يجب أن يؤخر المرء ذلك بأي مبرر كان طالما هناك صلوات يجب قضاؤها، أما في حالة كان بالليل فيجوز أن يؤخرها للنهار.
من الهام التنويه أن الفقهاء أوضحوا أنه لا يمكن للعبد المسلم أن يستغني عن التطهر والغسل مقابل أن يتوضأ، فيجب أن يتم الاغتسال حتى تصحّ الصلاة وأن يبادر بالتوبة النصوح.
اقرأ أيضًا: هل الدورة الشهرية عقاب من الله
العادة السرية من الأمور التي يمكن أن تطأ قدم الإنسان فيها ومن ثم يشعر وكأنها غُرست في رمال متحركة لا يستطيع الحراك منها، والجدير بالذكر أن الأمر يكمن هنا في التحكم بالنفس والعزيمة في التخلص من ذلك الأمر، ولذا فيما يلي أعرض لك بعض النصائح التي تساعدك في التخلص من ذلك الشيء المؤذي نفسيًا وجسديًا:
ابحث دائمًا عن السبب والدافع الذي يجعلك تمارس العادة، فهي نفسية حسب قول العلماء، ويجب عليك الاغتسال في حالة نزول المني للتطهر وأداء العبادات.
أحدث التعليقات