موقع مضيق جبل طارق في العالم

مضيق جبل طارق: الموقع الجغرافي

مضيق جبل طارق هو عبارة عن ممر مائي يربط بين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي، ويقع بين أقصى جنوب إسبانيا وأقصى شمال غرب إفريقيا. يبلغ طول المضيق حوالي 58 كيلومترًا، فيما يمتد عرضه بين نقطة ماروكي في إسبانيا ونقطة كريس في المغرب، حيث يصل إلى 13 كيلومترًا. بينما يصل أقصى اتساع له في الطرف الغربي إلى نحو 43 كيلومترًا بين رأس ترافالغار شمالًا وسبارتيل جنوبًا. أما متوسط عمق المياه في المضيق فيبلغ حوالي 365 مترًا، في النقطة التي تتداخل فيها جبال الأطلس في شمال أفريقيا مع الهضبة المرتفعة في إسبانيا.

تُعرف أعمدة هيراكليس بأنها صخرة جبل طارق، وتشمل قمتين رئيسيتين تقعان في الجنوب؛ هما قمة جبل حشو التي تقترب من مدينة سبتة الإسبانية، وقمة جبل موسى في المغرب.

أهمية مضيق جبل طارق

يمثل مضيق جبل طارق واحدًا من أكثر الممرات المائية ازدحامًا على مستوى العالم، حيث تمر عبره سفينة كبيرة كل خمس دقائق، بالإضافة إلى عدد هائل من القوارب واليخوت الصغيرة. ترجع هذه الازدحام إلى الأهمية الاستراتيجية والاقتصادية للمضيق؛ إذ يعمل كممر تجاري حيوي يربط بين دول أوروبا والبحر المتوسط وآسيا، كما يتيح هذه الدول القدرة على التجارة مع أمريكا الشمالية والجنوبية دون الحاجة لاستخدام موانئ أخرى. لذا، فإن أي عرقلة في حركة الملاحة في هذا الممر الحيوي قد تؤدي إلى توقف التجارة العالمية.

السكان في منطقة مضيق جبل طارق

سجل التعداد السكاني لمضيق جبل طارق في مايو 2021 حوالي 29,516 نسمة، حيث يُشكل السكان الأصليون، الذين عاشوا في المنطقة قبل عام 1926 وأحفادهم، نحو 80% من هذا العدد، بينما يأتي 20% الآخرون من أجانب متعددي الجنسيات وعائلات أفراد الجيش البريطاني المسؤولين عن أمن المضيق، نظرًا لتبعيتها للنفوذ البريطاني. يتكون معظم هؤلاء السكان من أصول مختلطة مرتبطة بجنوى، وبريطانيا، وإسبانيا، ومالطا، والبرتغال، بالإضافة إلى عدد كبير من المغاربة والهنود. تسود الديانة المسيحية الكاثوليكية بين حوالي 80% من السكان، وبالرغم من كون اللغتين الإسبانية والإنجليزية مستخدمتين، فإن الإنجليزية هي اللغة الرسمية المعتمدة من الحكومة والتعليم.

توزع الفئات العمرية لسكان المضيق كالتالي:

• من 0 إلى 14 سنة: 20%

• من 15 إلى 24 سنة: 13.07%

• من 25 إلى 54 سنة: 41.28%

• من 55 إلى 64 سنة: 8.71%

• من 65 سنة وما فوق: 16.7%

تاريخ مضيق جبل طارق

يعود تاريخ جبل طارق إلى العصر الحجري، أي منذ حوالي 100,000 عام، حينما عاش البشر في الكهوف الحجرية. لطالما كان هذا الموقع موضع اهتمام البحارة الفينيقيين والرومان، حتى استحوذ عليه طارق بن زياد وجنوده المغاربة في عام 711 ميلاديًا. ومنذ ذلك الحين، شهد جبل طارق وشعبه العديد من الأحداث التاريخية الهامة، بدءًا من الحصار والمعارك المتعددة. في عام 1704، تمكن الأسطول البريطاني من السيطرة على جبل طارق خلال حربه ضد إسبانيا، وفي عام 1713، تم التنازل عنه لصالح المملكة البريطانية بموجب معاهدة أوتريخت، لتتوالى الأحداث فيما بعد مع تجديد السيطرة في عام 1763 من خلال معاهدة باريس، وفي عام 1783 بموجب معاهدة فرساي.

وفي عام 1962، أُجري استفتاء حول رغبة شعب جبل طارق في الاستمرار تحت الاستعمار البريطاني أو الانتقال للنفوذ الإسباني، حيث جاءت النتائج لصالح بريطانيا بتصويت 12,762 ضد 44 للجانب الإسباني. في عام 2002، أُجري استفتاء آخر، وكانت النتائج أيضًا لصالح المملكة المتحدة بفارق كبير.

الخاتمة

مضيق جبل طارق هو قناة مائية تربط بين المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط. وعلى الرغم من موقعه بين إسبانيا والمغرب، فإنه تحت الإدارة البريطانية بموجب معاهدة أوتريخت في عام 1713. يبلغ عدد سكانه تقريبًا 29,516 نسمة، منهم 80% سكنوا المنطقة قبل عام 1925، والبقية أجانب ينتمون إلى أصول متنوعة، غالبيتهم من المغرب والهند. تأتي أهمية هذا المضيق من كونه واحدًا من أكثر الممرات الملاحية ازدحامًا في العالم، بفضل دوره في ربط طرق التجارة بين أوروبا ودول حوض البحر المتوسط وآسيا، فضلاً عن توفير اتصال سهل بالأمريكتين عبر المحيط الأطلسي.