موقع كنعان التاريخي

تُعد كنعان منطقة تاريخية ذات جذور سامية نشأت في الشرق الأدنى القديم، وتشمل اليوم أراضي فلسطين ولبنان وسوريا. كانت كنعان من المناطق السياسية البارزة خلال العصر البرونزي المتأخر، تحديداً في فترة العمارنة، حيث شهدت تنافساً بين الإمبراطورية الرومانية للسيطرة على المنطقة. بين القرن السابع والقرن الرابع قبل الميلاد، أسس الكنعانيون العديد من المستعمرات الجديدة التي امتدت على طول ساحل البحر المتوسط وحتى حدود السواحل الأطلسية.

الأصول التاريخية للكنعانيين

يُعزى أصل الكنعانيين إلى الجذور السامية، حيث استقروا في جنوب سوريا وفلسطين، سيطروا عليها بالكامل، مما أدى إلى وصفها بأرض كنعان أو بلاد كنعان. ويعتبرهم بعض المؤرخين العرب من العماليق. ظهرت عدة نظريات حول أصول الكنعانيين، ومن أبرزها نظرية خزعل الماجدي، التي تفيد بأن الكنعانيين هاجروا من شبه الجزيرة العربية. ومع ذلك، تدحض هذه النظرية عدة اكتشافات لمدن كنعانية أقدم من أي مدينة كنعانية تقع في شبه الجزيرة، مثل مدينة أريحا، التي تُعد من أقدم المدن في التاريخ.

وأما سترابو، فيرى أن الكنعانيين جاءوا من سواحل الخليج العربي، بناءً على تشابه أسماء المدن القديمة في تلك المناطق مع أسماء مدن كنعان في الشام. ويشير إلى أن المدن في منطقة الخليج يُحتمل أن تكون أقدم، حيث هاجر الكنعانيون بعد ذلك إلى بلاد الشام. أما ابن حيان فتشير كتاباته إلى أنهم من منطقة حران وكان ملوكهم يُعرفون بالنماردة.

تشير الدراسات الحديثة إلى أن الكنعانيين كانوا من أوائل الشعوب السامية التي استقرت في الشرق الأوسط بعد هجرتهم من أفريقيا مروراً بمصر، وذلك بعد انهيار الحضارة الغسولينية في فلسطين قبل حوالي 3300 عام قبل الميلاد.

الاحتلال المصري لبلاد كنعان

اقتحمت مصر أراضي كنعان في القرن الرابع عشر قبل الميلاد خلال حكم الأسرة المصرية السادسة عشرة، واستمر هذا الاحتلال لمدة خمسة عشر قرناً. كان وني قائد الحملات المصرية آنذاك، وكان يُعتقد أن جيشه قوامه عدة عشرات من الآلاف.

جاء هذا الغزو نتيجة للتهديدات التي واجهت المصالح التجارية المصرية في منطقة الشام. بدأ الهجوم المصري في عام 1468 قبل الميلاد في معركة مجدو، حيث حقق الجيش المصري نصراً كبيراً تحت قيادة تحتمس الثالث. تُعتبر معركة مجدو بداية للحملات الحربية لتحتمس، وقد كَون الجيش الذي واجه المصريين من تحالف ضم 350 دويلة كنعانية. كان أمير التحالف هو أمير قادش المعروف بعلي العاصي، وقد استسلم الكنعانيون بعد حصار مدينة مجدو استمر لمدة سبعة أشهر.

الطقوس الدينية للكنعانيين

• الاغتسال والتطهر: كان الكنعانيون يمارسون عملية الاغتسال باستخدام أربعة عناصر رئيسية: الماء، حيث كانت عقيدتهم تقتضي الاغتسال اليومي، والغسل بعد الحروب؛ الزيت، الذي استخدمه الملوك في أغلب الأحيان، حيث كان الملك يغتسل به قبل توليه الحكم؛ النار التي كانت وسيلة تطهير رئيسية، واستخدمت لطهارة الذبائح، وأيضاً للصلاة.
• دق الطبول: يُعتبر طقس دق الطبول وسيلة تطهير لطرد الأرواح الشريرة.
• الأعياد: من الأعياد التي كان يُحتفل بها الكنعانيون عيد الأدونيات، عيد الهفريس، وأعياد الرشف، فضلاً عن أعياد ياشمون.