موقع بحر العرب وأهميته الجغرافية

موقع بحر العرب

يمثل بحر العرب أحد الأجزاء الحيوية في الشمال الغربي من المحيط الهندي، وقد تشكل نتيجة تصادم قارة آسيا مع شبه القارة الهندية قبل حوالي 50 مليون عام. يمتد بحر العرب بين شبه الجزيرة العربية والهند، مما يجعله جزءًا أساسيًا من الممرات البحرية المهمة بين قارة أوروبا والهند. يمتد من خط وهمي عبر رأس كُمُور في الجزء الجنوبي من الهند حتى شبه جزيرة حافون على الساحل الشرقي لدولة الصومال. تحده الهند من الشرق، بينما تحده شبه الجزيرة العربية والقرن الأفريقي من الغرب. من الشمال، تحده إيران والباكستان، في حين يحده بقية المحيط الهندي من الجنوب.

إضافةً إلى ذلك، يربط بحر العرب خليج عدن وخليج عمان والخليج العربي. يحتوي أيضًا على مجموعة من الجزر مثل جزيرة لاكاديف، التي تقع قرب الساحل الغربي للهند، وتشكل جزءًا من اتحاد لكشديب، إلى جانب جزيرتي ميني كوي وأمينديفي. كما يضم أيضًا جزيرة سوقطرة، التي تقع شمال الصومال وتبلغ مساحتها حوالي 3,625 كم². من المهم الإشارة إلى أن جميع هذه الجزر تقع على الأطراف، ولا توجد جزر في وسط البحر. يوجد أيضًا خليجي كُتش وخمبهات على طول الساحل الهندي، ويتلقى بحر العرب تصريفًا من نهر السند ونهر نرمادا. تضم المنطقة عددًا من الموانئ المهمة، من أبرزها كراتشي ومومباي.

يقع بحر العرب على خط طول 65° شرقًا وخط عرض 20° شمالًا، كما جاء في تقارير الوكالة الوطنية للمخابرات الجغرافية. تاريخياً، كان لبحر العرب أهمية كبيرة في التجارة العالمية، حيث كانت السفن تفريغ حمولاتها في موانئه المنتشرة على الساحل الغربي، مما جعله حلقة وصل حيوية بين الهند والغرب. تقدر مساحة بحر العرب بنحو 1,491,000 ميل مربع (3,862,000 كم²)، ويصل أقصى عمق له إلى حوالي 15,262 قدمًا، أي 4,652 مترًا، بينما يبلغ متوسط العمق نحو 8,970 قدمًا (2,734 مترًا).

مناخ بحر العرب

يمتاز بحر العرب بمناخ موسمي، حيث تتراوح درجات الحرارة في وسط البحر بين 24-25 درجة مئوية (75-77 درجة فهرنهايت)، والتي تسجل عادةً خلال شهري يناير وفبراير. أما درجات الحرارة العليا فتصل إلى نحو 28 درجة مئوية (82 درجة فهرنهايت)، وعادة ما تُسجل في شهري يونيو ونوفمبر. يمتد موسم الجفاف من نوفمبر إلى مارس، حيث تهب الرياح الموسمية الشمالية الشرقية.

بينما يكون موسم الأمطار من أبريل إلى نوفمبر، ويجعل الرياح الموسمية الجنوبية الغربية انخفاض الأمطار خلال تلك الفترة. في سياق هيدرولوجية البحر، يجدر بالذكر أن ملوحة مياهه تقل عن 35 جزءًا في الألف لكل 45 مترًا خلال مواسم الأمطار، بينما تصل الملوحة إلى أكثر من 36 جزءًا في الألف على سطح البحر بأكمله خلال فترة الجفاف، باستثناء ساحل الصومال، الذي يتمتع بمناخ معقد نسبياً. نظرًا لمعدل تبخر مياه البحر الذي يزيد عن معدل الهطول، يخسر البحر كميات كبيرة من المياه النقية سنويًا.

الأهمية الاقتصادية لبحر العرب

تنبع الأهمية الاقتصادية لبحر العرب من اكتشاف حقول النفط والغاز الطبيعي على سواحل الهند غرب وشمال غرب مومباي، حيث تم استغلال هذه الموارد بشكل كبير. كما تم اكتشاف مواد غذائية طبيعية مثل الفوسفات، التي تُغذي الأسماك، على الساحل الجنوبي الشرقي من شبه الجزيرة العربية، وهي تنتقل من قاع البحر إلى الأعلى.

إضافة إلى ذلك، يمثل بحر العرب مصدراً اقتصادياً من خلال أنشطة الصيد على سواحله. تُنفذ عمليات الصيد الواسعة النطاق خصوصًا على السواحل الشرقية لأفريقيا وشبه الجزيرة العربية والساحل الغربي للهند باستخدام الزوارق وقوارب التجديف والسفن الصغيرة، بالإضافة إلى عمليات الصيد التجارية الكبيرة بواسطة السفن. الدول الرئيسية في صيد الأسماك على شواطئ بحر العرب تشمل اليمن، وعمان، والهند، والباكستان، وإيران، وسيرلانكا، والإمارات العربية المتحدة، وفرنسا، وكوريا الجنوبية، وجزر المالديف.

المنطقة الميتة في بحر العرب

تعرف المنطقة الميتة في بحر العرب بأنها منطقة تفتقر إلى الأسماك أو الأحياء البحرية الأخرى، ويرجع ذلك إلى نقص الأكسجين الكافي للحياة البحرية. يعود هذا الانخفاض إلى تلوث المياه نتيجة التصريف الصحي والتغيرات المناخية، حيث أظهرت الدراسات أن النفايات البشرية وارتفاع درجات الحرارة أسفرتا عن انخفاض حاد في مستويات الأكسجين، وقد تم الكشف عن هذه الظاهرة البيئية في خليج عمان باستخدام روبوتات تحت الماء.

تُعرف هذه المنطقة أيضًا بمناطق الأكسجين الدنيا، وتوجد على عمق يتراوح بين 200-800 متر، وهي ليست محصورة في بحر العرب فقط بل تتواجد في مسطحات مائية أخرى حول العالم. المياه الأكثر دفئًا، الناتجة عن الاحتباس الحراري، تفتقر إلى كميات كافية من الأكسجين، بينما يؤدي تصريف الملوثات والأسمدة إلى نقص الأكسجين أيضًا.

رغم موت أعداد كبيرة من الأسماك نتيجة نقص الأكسجين بشكل دوري، توجد في بحر العرب وفرة من الأسماك المهاجرة، وهي الأسماك التي تعيش بالقرب من السطح، مثل سمك التونة، وسمك السردين، وسمك الوهو، وسمك القرش، وأسماك اللاقسيت، وسمكة القمر الفضية.

Published
Categorized as معلومات عامة