تشير الأفكار الوسواسية إلى حالة نفسية تنشأ نتيجة لوجود خلل في الاتصال بين الجزء الأمامي من الدماغ، الذي يلعب دورًا مهمًا في معالجة مشاعر الخوف والخطر، والأعصاب المسؤولة عن بداية ونهاية الأفكار لدى الفرد.
ترتبط هذه الحالة أيضًا بانخفاض مستوى الناقل العصبي السيروتونين بشكل كبير، حيث تولد الأفكار الوسواسية استجابةً لإشارات غير دقيقة من الدماغ، مما يجعل التحكم فيها أمرًا صعبًا. وفي المقابل، تظهر الأفعال القهرية كرد فعل لتلك الأفكار.
عند تعرض المريض لهجوم من الأفكار الوسواسية، يجب عليه العمل على إيقافها وعدم الاستغراق في التفكير بها، حيث إن الاستمرار في التفكير بهذه الطريقة قد يؤدي إلى تصرفات قهرية، فضلاً عن نمو مشاعر الضيق والحزن. يمكن تحقيق ذلك من خلال الانشغال بنشاط يتطلب تركيزًا عاليًا أو من خلال التحدث مع شخص آخر لفترة ممتدة.
ينبغي للمريض أن يفرق بين الأفكار الوسواسية التي تسيطر على تفكيره وتدفعه إلى سلوكيات قهرية، وبين الأفكار العادية والواقعية. على سبيل المثال، إذا سمع صوت الريح أو شم رائحتها أثناء الصلاة، فإن هذه الفكرة تكون واقعية وتستدعي إعادة الصلاة. ولكن إذا لم تحدث أي من تلك الأمور، فإن الفكرة تعتبر وسواسية، مما يؤدي إلى تصرف قهري بإعادة الصلاة الصحيحة.
تشمل هذه الخطوة مراجعة الأفكار الوسواسية وتوصيفها بدقة. عند تعرض المريض لمثل هذه الأفكار، يمكنه تكرار عبارة “هذه أفكار وسواسية”، مما يساعده على مقاومة تلك الأفكار وتعزيز الوعي الذاتي، مما يمكّنه من تمييز الحقيقي عن الوهم.
تتطلب مواجهة الأفكار الوسواسية الاعتراف بها بقوة وفعالية. يجب على المريض تسميتها بأسمائها الحقيقية مثل الأفكار السلبية والتطفلية، وتدريب نفسه على التعامل معها. على سبيل المثال، إذا كانت الأفكار الوسواسية مرتبطة بالنظافة، فإن التفكير في غسل اليدين بشكل متكرر قد يكون قهريًا. يمكن للمريض مواجهة هذه الأفكار من خلال التوضيح لنفسه أنه “يعاني من وسواس النظافة، وأن يديه نظيفتان ولا تحتاج إلى غسلها”.
على الرغم من أن مرضى الوسواس القهري قد يجدون صعوبة في القضاء على جميع الأفكار الوسواسية حتى بعد خضوعهم لنظام علاج مكثف، إلا أنه من الضروري أن يتقبلوا طبيعة هذه الأفكار التي تهاجمهم من وقت لآخر، وأن يقنعوا أنفسهم بأنها مجرد أفكار وسواسية لا تستحق القلق.
أحدث التعليقات