لقد ارتبط الفراق ارتباطًا وثيقًا بمفهوم الحب، حيث تُعتبر العديد من أعظم قصص الحب تلك التي انتهت بالافتراق. من الأبيات الجميلة التي تعبر عن الحب والفراق، ما قاله عرقله الدمشقي:
أعاذل كيف ينساني حبيب
وأنساه وفي الدنيا مشوق
يذكره انسكاب المزن دمعي
وتذكرني ثناياه البروق
أعاذل كيف أسلو عن شقيق
تساوت وجنتاه والشقيق
واطرح المدام وفيه منها
ثلاث مقلة وفم وريق
أعاذل قل صبري زاد شوقي
حملت من الهوى ما لا أطيق
أودعه وأودعه فؤادا
يعذبه التفرق والفريق
يعد الفراق مصدر إلهام الشعراء، حيث عادة ما يبدعون أكثر في أدبهم عندما يواجهون ألم الهجر بدلاً من أن يكون الحبيب حاضرًا. ومن الأبيات البارزة عن فراق الحب ما قاله المتنبي:
فراق ومن فارقت غير مذمم
وأم ومن يممت خير ميمم
وما منزل اللذات عندي بمنزل
إذا لم أبجل عنده وأكرم
سجية نفس ما تزال مليحة
من الضيم مرميا بها كل مخرم
رحلت فكم باك بأجفان شادن
علي وكم باك بأجفان ضيغم
وما ربة القرط المليح مكانه
بأجزع من رب الحسام المصمم
فلو كان ما بي من حبيب مقنع
عذرت ولكن من حبيب معمم
من أجمل القصائد العامية التي تعبر عن الحب، نذكر قصيدة “الصمت يكفي ويشفي صدر راعيه”، وتقول كلماتها:
الصمت يكفي ويشفي صدر راعيه
لا صار كل الحكي ما له معاني
والقلب ما عاد تعنيه المشاريه
والعين ما عاد تغريها الأماني
يا ليت حزني مجرد دمع وأبكيه
ما هوب عايش معي بين المحاني
ما هوب يظهر علي وأحاول أخفيه
وتصير نظرات حزني هي لساني
مدري ذكرني زمان كنت ناسيه
مدري ذكرت الزمان إلى نساني
في عالم الحب، يصعب على القلب تجاهل ألم الفراق؛ بل نجد أنفسنا نبحث عن كلمات تخفف من وطأته. من أجمل القصائد التي عبرت عن الفراق:
كان دمعى شاهدي
فكيف أجحد و نار اشتياقي
في الحشا تتوقد و هيهات يخفى
ما أكن بداخلي و ثوب سقامي
كل يوم يجدد أقاتل أشواقي
بصبري تجلداً و قلبي في قيد الغرام مقيد،
الى الله أشكو جور قومي
و ظلمهم إذا لم أجد خلاً على البعد
يعصد خليلا أمس حب عبلة قاتلي
و بأسى شديد و الحسام مهند
حرام على النوم يا ابنة مالك
و من فرشة جمر العصا كيف يرقد،
ما زلت يا أمي أخشى الحزن
أن يستل سيفا وسط الظلام
و أرى دماء العمر تبكى حظها وسط الزحام
فلتذكريني كلما همست عيونك بالدعاء
ألا يعود العمر منى للوراء ألا أرى قلبي مع الأشياء
شيئاً من شقاء وأضيع في الزمن الحزين
وأعود ابحث عن رفيق العمر بين العاشقين
وأقول: كان الحب يوماً كانت الأشواق كان، لنا حنين.
عندما نحب بصدق، يصبح الفراق كالسيف الذي يجرح القلب، ولكن لا حيلة لنا في ذلك. ومن الكلمات الحزينة التي تعبر عن فراق المحبوب:
يا لهيب النار يا جمر الغضى
الفؤاد في اشتياق في لظى
بالسهاد في الليالي ساهر في دروب
العاشقين قد مضى
والنجوم غائبات والقمر والعيون وامقات للفضا تائه يبكي ويسري في الضنى
الزمان من زمان قد قضى بالبعاد
والرحيل في الدنا بابتعادي عن حبيبي قد رضا
لا تظني لحظةً أنساك أني في هواك والفؤاد
ذا يدقّ كلّ وجداني يناجيك غراماً
خفقة في خفقة حتى ترقّ إنّني أذوي
اشتياقاً في البعاد
تعتبر قصيدة “مدرسة الحب” للشاعر نزار قباني واحدة من أجمل القصائد التي تناولت معاناة الفراق. ومن الأبيات التي تتضمنها:
علمني حبك.. أن أحزن
وأنا محتاج منذ عصور
لامرأة تجعلني أحزن
لامرأة أبكي بين ذراعيها
مثل العصفور..
لامرأة.. تجمع أجزائي
كشظايا البلَّور المكسور
علمني حبك.. سيدتي
أسوأ عادات
علمني أفتح فنجاني
في الليلة آلاف المرات..
وأجرب طب العطارين..
وأطرق باب العرافات..
علمني ..أخرج من بيتي..
لأمشط أرصفة الطرقات
وأطارد وجهك..
في الأمطار، وفي أضواء السيارات..
وأطارد طيفك..
حتى.. حتى..
في أوراق الإعلانات..
علمني حبك..
كيف أهيم على وجهي.. ساعات
بحثًا عن شعر غجري
تحسده كل الغجريات
بحثا عن وجه.. عن صوتٍ..
هو كل الأوجه والأصواتْ
أدخلني حبكِ.. سيدتي
مدن الأحزانْ..
وأنا من قبلكِ لم أدخلْ
مدنَ الأحزان..
لم أعرف أبداً.. أن الدمع هو
أحدث التعليقات