كتاب “ما بعد الطبيعة” يعود إلى الفلسفة اليونانية القديمة، وقد أعده اندروقيوس الرودسي الذي قام بجمع مؤلفات أرسطو في القرن الأول قبل الميلاد. تم تسمية الكتاب بهذا الاسم لأنه يتناول موضوعات تأتي بعد كتاب الطبيعة، لذا فإنه يحمل عنوان “ما بعد الطبيعة”. في هذا المقال، سنتعرف على نظرة عامة حول هذا الكتاب الملهم.
نظرة عامة حول كتاب ما بعد الطبيعة
يتكون كتاب “ما بعد الطبيعة” من 14 مقالة متنوعة، وسنستعرض بعضها في السطور القادمة:
المقالة الأولى
تعرف المقالة الأولى باسم “الفا الصغرى”، حيث تناقش أربعة أنواع من العلل وهي: العلة الفاعلية، العلة الغائية، العلة المادية، والعلة الصورية. تعتبر العلة الصورية من أهم العلل وفقاً لأرسطو.
في هذه المقالة، يوضح أرسطو مسيرة الفلسفة قبل عصره، حيث ينتقد عدم أخذها بعين الاعتبار العلل الأربعة المشار إليها، مما يجعل هذا الاسم مهماً في تاريخ الفلسفة اليونانية.
المقالة الثانية
تدور المقالة الثانية حول تساؤلات تتعلق بصحة تأليف الكتاب، حيث يثير بعض الشكوك بشأن نسبته إلى أرسطو ويعيد التأكيد على البحث في العلل النهائية، مشابهاً لما وُرد في المقالة الأولى.
المقالة الثالثة
تُعرف المقالة الثالثة باسم “بيتا”، حيث يستعرض أرسطو فيها حوالي 14 مسألة ميتافيزيقية مع الدلائل والحجج المؤيدة والمعارضة، منها: (5) هل علم ما بعد الطبيعة يقتصر فقط على الجواهر؟ و(2) هل المبادئ المعتمدة في البرهنة تتعلق بموضوع واحد أم عدة عوامل؟ و(14) هل الأعداد، والأجسام، والسطوح، والنقاط تُعتبر جواهر أم لا؟
المقالة الرابعة
تستند هذه المقالة إلى دراسة الوجود فقط، بمعنى التركيز على الوجود في حد ذاته، مثل البحث في البديهيات ومبدأ التناقض، وتُسمى “الجما”.
المقالة الخامسة
تعرف المقالة الخامسة باسم “الدلتا”، ويشير بعض الباحثين إلى أنها قد أُدرجت لاحقاً في الكتاب، حيث تعتبر نوعاً من القاموس الفلسفي.
المقالة السادسة
في هذه المقالة، المسماة “الأبسلون”، يتناول أرسطو مختلف المعاني المرتبطة بالوجود، إلى جانب مناقشة معاني الحق والباطل، كما يستمر في سرد النقاط المطروحة في المقالة السابقة “بيتا”.
المقالة السابعة
تُعرف المقالة السابعة باسم “الزيتا”، حيث تُعنى بدراسة موضوع الميتافيزيقا، والأخص مشكلتها الجوهرية.
المقالة الثامنة
المقالة الثامنة، والمسمى “الإيتا”، تحلل العلاقة بين الصورة وهيولي في جوهرها.
المقالة التاسعة
تتناول المقالة التاسعة، المعروفة باسم “الثيتا”، الجوهر بطريقة تتعلق بوجوده، وتعمل على تغييره وفقاً لمبدئين: الفعل والقوة.
المقالة العاشرة
تشكل المقالة العاشرة، المعروفة باسم “الأيوتا”، ختام البحث حول مبادئ الجوهر.
المقالة الحادية عشر
تُعرف المقالة الحادية عشرة باسم “الكبا”، وهي مقسمة إلى قسمين مختلفين تماماً، حيث يشكل القسم الأول تجديداً لما تم ذكره في المقالات الثالثة والرابعة والسادسة.
أما القسم الثاني، فهو مقتبس من كتاب السماع الطبيعي، ويشتمل على نصوص من أعمال تلاميذ أرسطو.
المقالة الثانية عشر
تُعرف المقالة الثانية عشرة باسم “اللامادا”، أو “مقالة اللام”، التي تحلل الجوهر الأساسي للكتاب. وقد وجد بعض الباحثين أن هذه المقالة تمثل رسالة مستقلة لا ترتبط بالكتاب، مما ساهم في شهرتها لدى الفلاسفة المسلمين.
في المقالتين الثالثة عشر والرابعة عشر
تتناول المقالتان “المو” و”النو” بالتفصيل المذاهب التي تنشئ مبدأ الحقيقة خارجاً عنها، مثل تلك التي تتعلق بالصورة (الأشكال الأفلاطونية) أو الأعداد لدى الفيثاغوريين.
يُعد أرسطو واحداً من أقدم وأبرز الفلاسفة، وقد استعرضنا هنا بعض الجوانب الفلسفية المتعلقة بكتاب “ما بعد الطبيعة”. نأمل أن تكونوا قد استفدتم من المعلومات التي قدمناها.