فهم الاختلافات بين التوحد وخصائصه وأعراضه

يُعتبر الفهم الدقيق للاختلافات بين التوحد وسمات التوحد وعلاماته من الأسئلة الشائعة التي يطرحها الكثيرون. فالأشخاص الذين يحملون سمات التوحد غالباً ما يواجهون صعوبات في التواصل الاجتماعي بشكل طبيعي، وقد يتراجع نموهم اللغوي أو يعانون من تأخر فيه، مما قد يقود إلى ظهور بعض السلوكيات غير العادية مثل نوبات الغضب. في هذا المقال، نستعرض الفروق الأساسية بين هذه الحالات.

الفروق بين التوحد وسمات التوحد وعلاماته

لتحديد الفروق بين التوحد وسمات التوحد، من المهم أولاً التعرف على الأعراض الخاصة بكل منهما.

الأشخاص الذين يظهرون سمات التوحد يعانون عادة من مشكلات في التفاعل الاجتماعي، بالإضافة إلى تأخر لغوي يمكن أن يترافق مع صعوبات في اكتساب المهارات اللغوية والسلوكية، مما يؤدي أحياناً إلى نوبات غضب غير مبررة.

أما بالنسبة للتوحد، فهو يُعد اضطراباً يؤثر على نمو الأعصاب لدى الأطفال، وينجم غالباً عن تشوهات في الطفرات الجينية أو عوامل بيئية مثل التعرض للمواد الكيميائية.

شاهد أيضاً:

ما هو مرض التوحد؟

لتمييز الفرق بين التوحد وسمات التوحد، يجب تحديد كل حالة وأعراضها. يُعتبر التوحد اضطراباً يصيب الأطفال نتيجة خلل في النمو العصبي.

تشير الإحصائيات إلى أن التوحد يصيب طفل أو طفلين من بين كل مائة طفل، ويكون الذكور أكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب مقارنة بالإناث، بينما الأسباب الدقيقة وراء ذلك لا تزال غير محددة.

ومع ذلك، فإن هناك بعض الافتراضات التي تشير إلى أن العوامل البيئية مثل التعرض للمبيدات الحشرية أو العوامل الوراثية قد تلعب دوراً في تطور التوحد.

وبينما يمكن وجود تشابه بين سمات التوحد والتوحد، إلا أن الأعراض المرتبطة بالتوحد تكون أكثر حدة.

أقسام سمات التوحد

يتجلى الفارق بين التوحد وسمات التوحد في أن التوحد يُعتبر أحد الاضطرابات ضمن طيف التوحد الأكثر حدة، بينما تُعتبر سمات التوحد حالة عصبية ونفسية تؤثر على الأطفال بطرق مختلفة تتفاوت في حدتها.

يمكن تقسيم سمات التوحد إلى عدة فئات، تشمل:

  • متلازمة ريت.
  • اضطراب التوحد.
  • اضطرابات النمو.
  • متلازمة أسبرجر.

أعراض التوحد

يمكن ملاحظة علامات التوحد لدى الأطفال في مراحل مبكرة، حيث تبدأ هذه العلامات بالظهور من عمر 6 أشهر، وتكون واضحة بشكل أكبر عند بلوغ الطفل عامين. تستمر أعراض التوحد مع الطفل طوال حياته، وتشمل:

  • فرط الحركة بشكل غير طبيعي.
  • تكرار سلوكيات معينة، مثل حركات اليدين أو الرأس بشكل غير منطقي، مع التركيز على أشياء معينة لفترات طويلة.

بالإضافة إلى تصرفات تشير إلى وجود وسواس قهري، مثل الترتيب الدقيق للأشياء في مكان معين.

  • عدم القدرة على التمييز بين المخاطر والآمن.

مشكلات التواصل الاجتماعي لدى مصابي التوحد

لتحديد الفرق بين التوحد وسمات التوحد وعلاماته، من المهم توضيح الأعراض المتعلقة بالتواصل الاجتماعي والتي تظهر كما يلي:

  • غياب التواصل البصري مع الآخرين، وعدم الاستجابة عند مناداة الطفل باسمه.

غالباً ما يحاول الأطفال المصابون التحدث بكلمات غير مفهومة في محاولات لتقليد الآخرين، ولا يتفاعلون بشكل طبيعي مع من حولهم.

كما يظهرون تصرفات عدوانية، مثل إيذاء الآخرين أو أنفسهم:

  • تجنب اللمس أو الاقتراب من الآخرين، وخصوصاً لمس الرأس.
  • عدم القدرة على التواصل مع الآخرين أو التعبير عن الأفكار.
  • عكس استخدام الضمائر عند التحدث.
  • فقدان تعبيرات الوجه.
  • التأخر في الكلام وقد يصل الأمر لفقدان القدرة على الكلام.
  • عدم التفاعل الاجتماعي، مما يجعلهم يظهرون سلوكيات مدمرة أو عدوانية.
  • عدم فهم الإشارات غير اللفظية مثل تعبيرات الوجه.

أعراض التوحد في أنماط السلوك

يتضح الفرق بين التوحد وسمات التوحد من خلال أنماط السلوك التي يظهرها المصابون، وتشمل:

  • تكرار الحركات مثل الرفرفة باليدين أو الدوران.
  • إيذاء النفس، مثل ضرب الرأس أو العض.
  • عدم الاهتمام بالألعاب التخييلية.
  • التركيز على تفاصيل صغيرة وعدم انتباه الصورة الكلية.
  • اتباع روتين محدد يزعجهم إذا لم يتم الالتزام به.
  • الامتناع عن تناول أطعمة معينة أو القبول بكمية قليلة منها.
  • عدم التنسيق العام في الحركات، مثل السير على أطراف الأصابع.
  • فرط الحساسية للصوت والضوء واللمس، مع تجاهل الألم أو الحرارة.

متى يجب زيارة الطبيب؟

لتحديد الفرق بين التوحد وسمات التوحد وعلاماته، من الضروري معرفة متى يجب استشارة الطبيب. فقد تظهر سمات التوحد في حالات تأخر النمو قبل بلوغ الطفل العام الثاني، مما يستدعي إبلاغ الطبيب في أي وقت تُشاهد فيه هذه الأعراض.

تظهر سمات التوحد أو التأخر في التفاعلات الاجتماعية في مراحل عمرية مبكرة، مما يتطلب إجراء اختبارات لتحديد مستوى التأخر الإدراكي والاجتماعي، ومنها:

  • عدم ابتسامة الطفل أو تعبيره عن السعادة بعمر 8 أشهر.
  • عدم تقليد الأصوات أو استخدام تعبيرات الوجه بعمر 9 أشهر.
  • عدم التواصل الصوتي أو البدء بالتلعثم عند بلوغ 12 شهراً.
  • عدم القدرة على إرسال إشارات أو التلويح بالأيدي لدى بلوغ 14 شهراً.
  • عدم القدرة على النطق بكلمات مفردة عند بلوغ 16 شهراً.
  • عدم ممارسة اللعب التخيلي عند بلوغ 18 شهراً.
  • عدم تكوين جمل صغيرة تتكون من كلمتين عند بلوغ 24 شهراً.
  • غياب المهارات اللغوية والاجتماعية.

عوامل الخطر للتوحد

لتمييز الفروق بين التوحد وسمات التوحد وعلاماته، يجب الإشارة إلى عوامل الخطر المحتملة التي قد تزيد من فرص إصابة طفلك بالتوحد.

تتضمن عوامل الخطر:

  • الجنس: حيث يُعتبر الذكور أكثر عرضة للإصابة بالتوحد من الإناث.
  • تاريخ العائلة: العائلات التي لديها طفل مصاب بالتوحد تملك احتمالية أعلى لإنجاب طفل آخر قد يُصاب أيضاً.
  • الولادة المبكرة: حيث يُعتقد أن الأطفال المولودين قبل الأسبوع 26 من الحمل هم الأكثر عرضة للإصابة بسمات التوحد.
  • عمر الأبوين: الأطفال الناتجون عن آباء أكبر سناً قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالتوحد مقارنةً بالآخرين.