العالم إرفين شرودنجر
إرفين شرودنجر هو عالم فيزياء نمساوي بارز، ساهم بشكل كبير في تطوير نظرية الميكانيكا الكمية. فقد قام بصياغة مجموعة من المعادلات التي تفسر الحالة الكمومية للإلكترون في ذرة الهيدروجين المفردة. ومن خلال تطبيق نتائج معادلته الشهيرة (معادلة شرودنجر)، والتي حصلت على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1933، استطاع تفسير طيف الهيدروجين.
مساهمات شرودنجر العلمية
واجهت النظريات الكلاسيكية صعوبة في تفسير الظواهر المتعلقة بتآثر الجسيمات الكمومية، مثل البروتونات والإلكترونات. لكن شرودنجر قام بدراسة طبيعة هذه الجسيمات الفريدة، مما مكنه من حل مشكلة تآلف الإلكترون مع البروتون. كما أسس الميكانيكا الموجية، وقام بتفسير ظاهرة النشاط الإشعاعي بشكل دقيق.
تعد معادلة شرودنجر حتى اليوم من الأسس الرئيسية لفهم العديد من الظواهر الطبيعية والكمومية. لذا، من الضروري تسليط الضوء على حياة العالم شرودنجر تقديراً لإنجازاته التي قادت البشرية إلى أبحاث عميقة في مجال الجسيمات الذرية وتحت الذرية. في هذا المقال، سنستعرض أبرز مراحل حياته والجوائز التي حصل عليها.
مولد إرفين شرودنجر
وُلِد إرفين شرودنجر في عام 1887 في مدينة إيربرج بالنمسا، كابن وحيد للرسام وعالم النبات رودولف، الذي تدرب لفترة قصيرة ليصبح صيدلياً، بينما كانت والدته ابنة الكيميائي الشهير إلكسندر باور، ومن أصول نمساوية وإنجليزية.
نشأ في بيئة دينية، حيث كان والده كاثوليكياً ووالدته لوثرية. ومع ذلك، أصبح ملحداً خلال سنواته الأولى. تلقى تعليمه في فيينا تحت إشراف الفيزيائي فرانز إكسنر بين عامي 1849 و1926، ليصبح مساعدًا له في سن مبكرة، كما درس على يد الفيزيائي فريدريك هايزنبور بين عامي 1874 و1915.
سنوات الشباب
تميزت فترة شبابه باكتساب خبرات مهنية متنوعة. حصل على درجة الأستاذية، ثم خدم كضابط في الجيش النمساوي خلال الحرب العالمية الأولى لمدة أربع سنوات. بحلول عام 1920، أصبح مساعداً لماكس وين، الفيزيائي ورئيس جامعة فيينا في ذلك الوقت، وفي عام 1921 عُيّن أستاذًا في جامعة فروتسواف في بولندا. بعد ذلك انتقل إلى جامعة زيوريخ، وفي عام 1936، تولى منصباً مرموقاً في جامعة غراتس النمساوية، كما حصل على مقعد في جامعة الله أباد في الهند.
السنوات الأخيرة لشرودنجر
في عام 1938، هرب شرودنجر إلى إيطاليا، قبل أن ينتقل إلى مدينة برنستون مؤقتاً. وفي عام 1944، نشر مجموعة من أعماله الفيزيائية في كتاب بعنوان “ما هي الحياة؟”. في عام 1955، عاد إلى فيينا، حيث حظي بتكريمات عديدة قبل وفاته في عام 1961.
التكريمات والجوائز
- جائزة نوبل في الفيزياء لعام 1933.
- ميدالية ماكس بلانك الذهبية عام 1937 تقديرًا لإنجازاته الاستثنائية في الفيزياء.
- ميدالية للعلوم والفنون عام 1957.
- تمت تسمية العديد من النظريات والمفاهيم العلمية باسمه، مثل: معادلة شرودنجر، قطة شرودنجر، ونموذج شرودنجر.