يرى الاقتصاديون أن الأداء الاقتصادي للمؤسسات يُقاس من خلال النتائج المالية والسوقية، مثل الأرباح والمبيعات وعائد استثمارات المساهمين، بجانب مقاييس مالية أخرى. في المقابل، يولي هؤلاء الاقتصاديون أهمية لأداء التشغيل، حيث يتم الاعتماد على مؤشرات قابلة للرصد مثل رضا العملاء وولائهم، ورأس المال الاجتماعي للمؤسسة، بالإضافة إلى الميزة التنافسية المستمدة من القدرات والموارد المتاحة.
تعتبر عملية قياس الأداء المؤسسي أمرًا حيويًا لمساعدة المؤسسات على تحقيق النجاح والاستمرار في المقدمة في المنافسة. ويتطلب ذلك بشكل أساسي مراقبة مدى التقدم وتحليل الأداء المؤسسي وتقديم تقارير دورية عنه، فضلاً عن معالجة الأخطاء المحتملة لتحسين الأداء، سواء على المستوى الفردي أو المؤسسي. يوجد العديد من الأدوات المصممة لتسهيل وتحسين عملية قياس وإدارة الأداء، ومن بين الأساليب الحديثة التي تستخدم في هذا المجال:
تشكل مؤشرات الأداء الرئيسية وسيلة فعالة لقياس كفاءة أداء الشركات أو وحدات الأعمال أو المشاريع أو الأفراد في تحقيق أهدافهم الاستراتيجية. ولكن الأهمية الحقيقية لقياس هذه المؤشرات تكمن في الحصول على معلومات وبيانات قيمة تساعد المؤسسات أو الأفراد على اتخاذ قرارات مدروسة. كما تعطي مؤشرات الأداء صورة دقيقة لمستويات الأداء الحالية ومدى توافق العمل مع الأهداف المرسومة.
إلى جانب مؤشرات الأداء الرئيسية، يُعد تقييم الأداء ضروريًا لتوفير تغذية راجعة للمؤسسة حول مدى سير العمل نحو تحقيق الأهداف. وإذا تم استخدام أداة تقييم الأداء بفاعلية، فإنها ستوفر أقصى فائدة من التغذية الراجعة. يجب أن يشعر الموظفون أن عملية التقييم تفاعلية، منتظمة، صادقة، عادلة، وبناءة؛ حيث إن أي نقص في ذلك قد يؤدي إلى تقليل الحافز وفقدان الأداء العالي.
تركز هذه الأداة على السؤال: “كيف يُقيم موظفو المؤسسة أداؤهم من وجهة نظر المعنيين مثل المشرفين أو المدراء أو العملاء؟” وتوفر هذه الأداة تقييمًا شاملاً للأداء بناءً على آراء مختلف الأطراف المعنية، بما في ذلك المشرفون والزملاء والعملاء والموردون. تُجمع النتائج بسرية وتُقدم للموظف، وتُستخدم الآراء المستمدة من هذه التغذية الراجعة في تطوير مهارات الموظفين وتدريبهم. تساعد التقارير من زاوية 360 درجة في توسيع نطاق المراجعة من خلال دمج آراء متعددة بدلاً من الاعتماد على تقييم المدير المباشر فقط.
تسهم المقاييس في تحسين عمليات المؤسسة، مما يبرز أهميتها. من خلال استخدام هذه الأدوات، يمكن للمؤسسات والأفراد تحسين النتائج العامة، أو استهداف مجالات محددة في الأعمال لتعزيز الأداء وتحقيق نتائج أفضل. كما تساعد أدوات قياس الأداء المؤسسات في تحديد مواضع الخلل واختصار الطريق نحو تحقيق الأهداف الاستراتيجية. بعبارة مختصرة، يجب أن تفهم المؤسسات المقاييس المستخدمة لتقييم نشاطها، لتكون على يقين من أنها تسير نحو النجاح المطلوب.
أحدث التعليقات