دراسة حول نهر الأردن وأهميته البيئية والتاريخية

نهر الأردن

عرف العرب نهر الأردن باسم الشريعة، بينما أطلق عليه الإغريق اسم أولو. يقع نهر الأردن في جنوب غرب قارة آسيا، ويتميز بكونه في منطقة منخفضة في الشرق الأوسط، حيث يعدّ الأدنى ارتفاعاً مقارنةً بالأنهار على مستوى العالم، إذ يرتفع حوالي 430 متراً تحت مستوى سطح البحر. يبدأ نهر الأردن من جبل الحرمون عند الحدود بين سوريا ولبنان، ويتكون من ثلاثة مصادر رئيسية: نهر الحاصباني، ونهر بانياس، ونهر دان، التي تلتقي لتشكل نهر الأردن الذي يتجه جنوباً نحو شمال فلسطين. ثم يستمر إلى الأسفل حتى نهر الجليل، حيث يتفرع النهر الجنوبي من بحيرة طبريا، ويتدفق بين أراضي الضفة الغربية على امتداد الضفة الشرقية الغربية من الأردن حتى يصب في البحر الميت.

جغرافية نهر الأردن

يعتبر نهر الأردن نهرًا ضحلًا، حيث يزيد منسوب مياهه خلال فصل الشتاء من يناير إلى مارس، في حين ينخفض خلال آخر أشهر الصيف وحتى بداية الخريف. تُعتبر حركة التنقل عبر النهر صعبة، بسبب تدفق مياهه السريع، وخطورة مساره العلوي ومياهه الضحلة في مجراه السفلي المتعرج. كما يحتوي النهر على كمية كبيرة من الطمي والأتربة، مما يزيد من حمولته. تبرز ملوحة مياه نهر الأردن، نتيجة الينابيع المالحة الحارة الواقعة على الجانب الغربي من بحيرة طبريا، بالإضافة إلى ارتفاع نسبة الجبس فيها. ونتيجة لاستخدام المياه في الري، تبقى الأملاح في التربة.

أهمية موقع نهر الأردن

الأهمية الدينية

يعتبر نهر الأردن من الأنهار الأكثر قدسية في العالم، حيث ذُكِر فيه في العديد من النصوص الدينية اليهودية والمسيحية. وتعتبر مياهه مقدسة لدى جميع الطوائف المسيحية، حيث تعمّد المسيح في مياهه.

الأهمية التاريخية

يحظى نهر الأردن بشهرة واسعة نظرًا لموقعه الفريد، حيث يمتد عبر وادي الصدع العظيم الذي يصل بين قارة آسيا وقارة أفريقيا. أظهرت عمليات المسح الأثرية والدراسات التي أُجريت في الجانب الشرقي من النهر، تواجد البشر في المنطقة منذ العصور القديمة، خاصةً في الفترة ما بين العصر الحجري والعصور الحديثة. يُعتبر الممر الذي يربط بين بحيرة طبريا والبحر الميت ممراً هامًا للطيور المهاجرة، حيث تمر عبره مرتين سنوياً. كما يتمتع نهر الأردن بأهمية تاريخية عالمية، حيث كان معبرًا لهجرة البشر من قارة أفريقيا، ويشهد على أرضه العديد من المعارك وبناء المدن والقلاع.

الأهمية الحديثة

يتميز نهر الأردن بتضاريسه الجغرافية والمرتفعات التي تحده من الجانبين، مما أدى إلى إنشاء جسر لتسهيل الحركة بين ضفتيه. يوفر نهر الأردن مياهًا أساسية للأراضي الجافة المحيطة به، والتي تُستخدم في ري المزروعات، حيث يصل استهلاك المياه البشرية من النهر إلى حوالي 70% إلى 90%. وهذا الأمر ساهم في انخفاض منسوب مياه البحر الميت الذي يصب فيه النهر، بالإضافة إلى زيادة معدل التبخر في الفترات الأخيرة، مما أدى إلى تقليص حجم البحر من الجهة الجنوبية.