توضيح الفروق بين الصفة المشبهة وصيغة المبالغة في اللغة العربية

تتواجد العديد من القواعد المعقدة في اللغة العربية التي تتطلب من المعلم توضيحها بشكل مفصل لضمان استيعاب الطلاب لها.

هناك أيضاً العديد من الألفاظ والتعبيرات التي تتطلب الشرح والتوضيح، ومن بين هذه التعابير هو التمييز بين الصفة المشبهة وصيغة المبالغة، وهو الموضوع الذي سنتناوله في هذا المقال.

الفروق بين الصفة المشبهة وصيغة المبالغة

  • تعتبر كل من الصفة المشبهة وصيغة المبالغة من القواعد الموجودة في اللغة العربية، ويحتاج الأمر إلى فهم كبير لتفريق بينهما.
  • تشترك الصفة المشبهة وصيغة المبالغة في الوزن، إلا أن كل منهما يختلف بشكل جوهري في المعنى.

هناك العديد من الاختلافات التي يجب الانتباه إليها لتمكيننا من فهم كل منهما، ومن هذه الاختلافات:

  • الصفة المشبهة في أغلب الأحيان ترتبط بالفعل اللازم، بينما تأتي صيغة المبالغة من الفعلين اللازم والمتعدي.

يمكننا توضيح ذلك من خلال مثال، حيث يمكن تمثيل الصفة المشبهة بكلمة “أحمر” في جملة مثل: “ذلك اللون يبرز جماله كاللون الأحمر.”

أما صيغة المبالغة، يمكن تمثيلها بكلمة “جريح” كما في “وجدت في الطريق قطة جريحة.”

  • تدل الصفة المشبهة على حدث ثابته، بينما تشير صيغة المبالغة إلى فعل يتكرر بكثرة.
  • تكون الصفة المشبهة سبباً لرفع الفاعل، بينما في صيغة المبالغة يظهر الفاعل مرفوعاً ويكون المفعول به منصوباً وفقًا لسياق الجملة.
  • إذا تم ذكر صيغة المبالغة بمفردها، فإنها تكون صيغة مبالغة، بينما إذا وردت مع غيرها فإنها تعتبر صفة مشبهة.
  • تدل الصفة المشبهة على الإفراد، بينما تكون صيغة المبالغة مؤشراً على التركيب وليس الإفراد.
  • تكون الصفة المشبهة اسم فاعل، بينما لا يمكن أن تكون صيغة المبالغة جزءاً من التراكيب التي تدل على الوصف.

تعريف الصفة المشبهة

  • بعد توضيح بعض الفروق بين الصفة المشبهة وصيغة المبالغة، يجب أن نتعرف على تعريف الصفة المشبهة.
  • الصفة المشبهة في اللغة العربية تعرف بأنها اسم مشتق من فعل ثلاثي لازم غير متعدٍ.
  • غالبًا ما تشير الصفة المشبهة إلى اسم الفاعل، وذلك على نحو ثابت وليس على نحو يتكرر.

تأتي الصفة المشبهة على وزن أفعل أو وزن فعيل، ويمكن توضيح ذلك كما يلي:

  • مثل: “هذا اللون أخضر”، حيث “أخضر” تعتبر صفة مشبهة على وزن أفعل.
  • في جملة: “ذلك الوجه قبيح”، تعد “قبيح” صفة مشبهة على وزن فعيل.

شروط استخدام الصفة المشبهة

تأتي الصفة المشبهة للدلالة على اسم الفاعل، ويتطلب استخدامها شروط معينة مثل:

  • يجب أن يكون المعمول للصفة المشبهة يتبعها أو يأتي بعدها، فلا يُفضل تقدمه.
  • يجب أن يكون المعمول سببا لها، بحيث يتضمن ضميرًا يربطه بالصفة المشبهة، مثل: “أيمن وجهه جميل”، حيث جاء الضمير في “الهاء”.
  • يجب أن يكون المفعول عامًا وليس خاصًا، فلا يجوز أن نقول “أيمن جميل أحمد”.

تعريف صيغة المبالغة وعملها

  • يمكن تعريف صيغة المبالغة بعد تعريف الصفة المشبهة، فهي تستخدم لوصف شيء ما بشكل مبالغ فيه حتى حد الشدة.
  • تُستخدم صيغة المبالغة حين يرغب الشخص في التعبير عن شيء بشكل زائد للغاية.
  • تأتي صيغة المبالغة على عدة أوزان منها (فعول، فعال، مفعال، فعيل، فعل، فعلان، فعلة).
    • مثل (حمول، ثقال، مرصاد، صريع، حذر، ظمآن، همزة)

الفرق بين الصفة المشبهة وصيغة المبالغة من حيث الوزن

يمكن توضيح بعض الفروق بين الصفة المشبهة وصيغة المبالغة المتشابهتين في الوزن كما يلي:

  • تُصاغ الصفة المشبهة غالباً من فعل لازم، بينما تُصاغ صيغة المبالغة من فعل لازم ومتعدٍ، مثل: “هذه وردة حمراء”، “هذا الرجل سكير”.
  • تختلف الصفة المشبهة وصيغة المبالغة في الوزن، باستثناء وزنين هما (فعيل وفعول).

إذا حصل هذا، يمكن التفريق بينهما كما يلي:

  • إذا كان من فعل لازم، تكون صفة مشبهة، أما إذا كانت من فعلين متعديين، فتكون صيغة مبالغة.
  • إذا كان المعنى على صورة فاعل، فتكون صفة مشبهة، وإذا كان في صيغة فهما ستكون صيغة مبالغة.
    • مثل: “الله بديع السماوات”، هذه صيغة مبالغة، بينما “السماوات بديعة” تعتبر صفة مشبهة.
  • إذا كان الحدث ثابتًا، ستكون الصفة مشبهة، وإذا كان كثير الحدوث، فستكون صيغة مبالغة.
  • من حيث الإعراب، فإن الصفة المشبهة ترفع الفاعل بينما صيغة المبالغة ترفع الفاعل وتنصب المفعول به.
  • تُذكر الصفة المشبهة مع غيرها، بينما إذا كانت بمفردها، فتكون صيغة مبالغة.

أوزان الصفة المشبهة وصيغة المبالغة

توجد العديد من الأوزان لكل من الصفة المشبهة وصيغة المبالغة، والتي جاءت نتيجة للأسماء المشتقة التي تم تسجيلها.

تساعد هذه الأوزان المتعلم في الوصول إلى الفرق بينهما، ويمكن ذكرها كما يلي:

  • إذا كانت الصفة المشبهة على وزن فعل، فإنها ستكون على وزن فعل للمذكر وفعلة للمؤنث، مثل: تعب، نعس، فرح.

عادة ما يدل هذا الوزن على المشاعر أو الأعراض المتجددة.

  • قد يدل وزن الصفة المشبهة على الألوان والعيوب، مثل: حمر، فهو “أحمر” وله مؤنث “حمراء”.
    • مثل: “حول” فهو “أحول” ومؤنثه “حولاء”.
  • يمكن أن يكون الوزن على وزن فعل، حيث تكون الصفة المشبهة مشتقة منه، على وزن فاعل كهذا: زاهد، عابد، وعلى وزن فيعل مثل: مات وميت، وساد فهو سيد.
  • تعتبر الأوزان الخاصة بصيغة المبالغة من الأوزان القياسية، وهي متنوعة وتعمل على تعزيز المعاني المشتقة من الأفعال الأصلية.
    • مثل وزن فعال: (علام، جبار، سماع، لماح)، ووزن مفاعل: (مقدام، مغوار، معوان).
  • وزن فعول مثل: (غفور، شكور، كذوب)، ووزن فعيل مثل: (عليم، عظيم)، ووزن فعل مثل: (فطن، لبق)، ووزن فاعول مثل: (فاروق)، ووزن فعيل مثل: (قديس)، ووزن فعلة مثل: (همزة، نمرة).

إعراب كل من الصفة المشبهة وصيغة المبالغة

  • يتحدد إعراب كل من الصفة المشبهة وصيغة المبالغة بناءً على موقعهما في الجمل، حيث أن الإعراب لهما غير محدد ويعتمد على سياق الجملة ووزنها.
  • قد يعمل كل من الصفة المشبهة وصيغة المبالغة مثل الفعل، وبالتالي تحتاج كل منهما إلى فاعل ومفعول به.
    • أو قد تحتاج إلى نائب فاعل.
  • إذا عملت الصفة المشبهة كعمل الفعل، فإن إعرابها يعتمد على موقعها في الجملة، ويكون ما بعدها مضافًا إليه مجرورًا، على سبيل المثال: “أنت طيب الطباع”.
  • قد ترفع الاسم الواقع بعدها على أنه فاعل، وقد تنصب الاسم الواقع بعدها على أنه مفعول به.
    • وإذا كانت تعمل محل الفعل وكان ما وراءها نكرة، فإنها تنصب على وجه التمييز.
  • أما بالنسبة لصيغة المبالغة، فلا يمكن أن تعمل عمل الفعل إلا إذا كانت معرفة بـ “ألـ”، كما في: “الصناع الخير محبوبون لدى الناس”.
    • وتعمل صيغة المبالغة عند وجودها نكرة وتدل على حال تستند إلى نفي أو استفهام أو مبتدأ أو خبر، مثل: “الله وهاب النعم”.
  • استنتاجًا مما سبق، يمكن القول إن الصفة المشبهة وصيغة المبالغة تعبيرات لا يمكن تعريفها بشكل قاطع، بل تتفهم من خلال سياق الجملة.
    • كذلك، فإن إعرابها يعتمد أيضًا على سياق الجملة التي ترد فيها.
Published
Categorized as معلومات عامة