تمييز التكيف الاجتماعي عن التكيف الثقافي

الفروق بين التكيّف الاجتماعي والتكيّف الثقافي

يعتبر كل من التكيّف الاجتماعي والتكيّف الثقافي من المفاهيم الأساسية التي ينبغي فهم الفروق بينها. عندما ينتقل الفرد إلى بيئات ثقافية مختلفة، فقد يحتاج إلى إجراء تغييرات معينة. يتطلب ذلك التعرّف على المجتمع الجديد الذي ينتمي إليه. وفيما يلي توضيح لكل منهما:

ما هو التكيّف الاجتماعي؟

التكيّف الاجتماعي يُعتبر أحد القضايا الرئيسية التي ترتبط بشكل مباشر بالسلوك البشري، وهو تناول كيفية تعديل السلوك الفردي والجماعي لينوّط بأحكام وقيم المجتمع الذي يتواجد فيه الفرد.

تحدث عملية التكيّف بين الأفراد وبيئتهم بهدف تلبية حوافزهم ودوافعهم، وهو يتضمن تغييرًا في السلوك، حيث يتم التكيّف الاجتماعي أثناء التنشئة الاجتماعية، وبمساعدة آليات الضبط الاجتماعي.

يساعد هذا الفرد على الاهتمام بتصرفات تؤدي إلى قبول اجتماعي أكبر، مما يشكل قدرة على التكيّف مع مختلف المواقف الحياتية لتحقيق الراحة وبناء الذات. يصبح التكيّف الاجتماعي أكثر أهمية عندما يؤثر التغيير الاجتماعي على جوانب حيوية من الحياة، مثل الهجرة، ومتغيرات العمر، والتطور الصناعي السريع.

ما هو التكيّف الثقافي؟

التكيّف الثقافي هو العملية التي يتم من خلالها تعديل نمط التفكير أو السلوكيات عند الانتقال إلى ثقافة جديدة، ليتسنى للفرد العيش بفاعلية ضمن تلك الثقافة. تُعتبر الثقافات تجمعات من الأفراد الذين يتشاركون في القيم والمعتقدات، بالإضافة إلى العناصر الثقافية مثل اللغات، والمهرجانات، والطقوس، والأطعمة، والهندسة المعمارية. إليكم بعض الأمثلة على التكيّف الثقافي:

  • ثقافة الشباب: يتشارك الشباب في ثقافتهم بشكل شبه جماعي، مما يعزز شعور الترابط من خلال مجموعة قيم تتجاوز تلك التي تخص آبائهم، مما يدفعهم إلى ابتكار ثقافات جديدة.
  • الثقافة التقليدية: ترتكز الثقافات قبل العولمة على مواضيع تتعلق بالطهي، وارتداء الملابس التقليدية، والاستماع إلى الموسيقى الشعبية، إلا أن هذه الأنماط أصبحت أقل تركيزًا في الوقت الحالي.
  • ثقافة الإنترنت: غيّر الإنترنت أساليب تفاعل الأشخاص وعلاقاتهم، حيث تتيح لنا وسائل التواصل الاجتماعي أن نكون “ناشرين” لمشاركة أفكارنا ومعتقداتنا.
  • الثقافة السائدة: تمثل الثقافة السائدة الثقافة المهيمنة، حيث تُعتبر القيم الثقافية الأكثر بروزًا في المجتمع.
  • الثقافة الفرعية: يوجد عدد من الثقافات الفرعية، وغالبًا ما تظهر لفترات زمنية قصيرة قبل اختفائها، لكنها قد تبرز أحيانًا بشكل كبير حتى تصبح جزءًا من الثقافة السائدة.