الفرق بين الشخصية السيكوباتية والشخصية المعادية للمجتمع
تُعتبر اضطرابات الشخصية واحدة من أنواع الاضطرابات النفسية التي تؤثر في قدرة الفرد على التفاعل مع الآخرين وفهم المواقف، مما يؤدي إلى مشاكل عدة في العلاقات الاجتماعية إضافة إلى الأداء في العمل والدراسة. قد لا يكون بعض الأشخاص المدركين لوجود اضطراب شخصي لديهم، حيث تبدو سلوكياتهم في بعض الأحيان طبيعية. وعادةً ما تعود جذور هذه الاضطرابات إلى سنوات المراهقة أو بداية البلوغ. من بين هذه الاضطرابات، يظهر كل من اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع واضطراب الشخصية السيكوباتية كأجزاء هامة من هذه الفئة.
ما هي الشخصية السيكوباتية؟
الشخصية السيكوباتية تشير إلى اضطراب نفسي يظهر في بعض الأفراد، حيث يتسم السلوك بالانحراف الأخلاقي والاجتماعي وقلة التعاطف، بالإضافة إلى صعوبة إقامة علاقات شخصية ذات معنى أو انخراط في مشاعر الحب. إنّ الأنانية والنرجسية هما سمتان رئيسيتان تميزان هذه الشخصية، بالإضافة إلى الفشل في التعلم من التجارب السابقة والسلوكيات الأخرى ذات الصلة.
خصائص ومؤشرات الشخصية السيكوباتية
تمتاز الشخصية السيكوباتية بعدد من الخصائص والعلامات، ومنها:
- شعور مفرط بعلو القيمة الذاتية، حيث ينظرون إلى أنفسهم بصورة مبالغ فيها، ويعتقدون أن القوانين لا تنطبق عليهم، وهذه نقطة تلاقٍ مع الشخصية المعادية للمجتمع.
- جاذبية سطحية، إذ يظهر الأشخاص السيكوباتيون كمحبوبين وغالباً ما يكونون بارعين في التحدث.
- الاندفاعية هي سمة واضحة في سلوكهم.
- عدم الشعور بالندم أو الذنب من أفعالهم.
- عدم التعاطف، مما يضعف قدرتهم على التعبير عن المشاعر بشكل فعال.
- التاريخ المرضي للكذب.
- ضعف عام في الضوابط السلوكية.
- قصور في حس المسؤولية، فلا يمثل الوفاء بالوعود لديهم قيمة، مما يجعلهم غير موثوقين.
- غالباً ما يواجه السيكوباتيون مشاكل سلوكية منذ صغرهم، كالتسرب من المدرسة والقيام بأعمال تخريبية أو استخدام مواد مخدرة أو ممارسة العنف.
ما هي الشخصية المعادية للمجتمع؟
اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع يُعتبر نمطًا من اضطرابات الشخصية، حيث يظهر الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب نقصاً في الاحترام تجاه الآخرين، ولا يتبعون القواعد والمعايير الاجتماعية المقبولة، مما قد يؤدي إلى مخالفتهم للقانون أو إلحاق الأذى جسدياً أو عاطفياً بالآخرين. كما يشعرون بعدم الحاجة لتحمل المسؤولية عن تصرفاتهم، مما يؤثر سلباً على طريقة تفكيرهم وسلوكهم.
خصائص ومؤشرات الشخصية المعادية للمجتمع
تظهر الشخصية المعادية للمجتمع مجموعة من الخصائص والعلامات القابلة للتشخيص، والتي تشمل:
- اتجاه نحو العدوانية والعنف الجسدي.
- التصرف بشكل متهور واندفاعي.
- إلقاء اللوم على الآخرين في مختلف المواقف.
- المخالفة للقوانين والتعليمات بشكل متكرر.
- تدمير الممتلكات.
- التلاعب بالآخرين أو خداعهم.
- الافتقار إلى الشعور بالندم على الفعل الضار.
- التصرف بشكل غير مسؤول ومخالفة السلوك الاجتماعي المقبول.
- يعانون من صعوبة في الحفاظ على علاقات مستدامة.
العلاقة بين الشخصية السيكوباتية والشخصية المعادية للمجتمع
يوجد تداخل بين أعراض الشخصية السيكوباتية وأعراض الشخصية المعادية للمجتمع، حيث تشترك الفئتان في الخصائص التالية:
- كليهما يعتبران نوعين من اضطرابات الشخصية.
- كل منهما تظهر ضعفاً في المشاعر وإقامة العلاقات الاجتماعية.
- يفتقر كلاهما للعاطفة ولا يتقيدون بالمعايير الأخلاقية والاجتماعية.
- يميلون إلى مخالفة القواعد والقوانين.
- يشتركون في الاندفاعية والعدوانية.