تُعرف اللسانيات بأنها الدراسة العلمية للغة، وقد ظهر هذا المصطلح لأول مرة في منتصف القرن التاسع عشر. ويهدف هذا المصطلح إلى تمييز المنهج الجديد في دراسة اللغة عن النهج التقليدي المعروف باسم فقه اللغة.
يستهدف علماء اللغة، أو اللسانيون، دراسة التطور التاريخي لجميع اللغات، لكنهم يركزون بشكل خاص على اللغات المنطوقة، متبعين منهجيات مثل التزامنية والتقابلية، بالإضافة إلى النظرية والتطبيق، مع الاهتمام باللغويات الدقيقة وعلم اللغة الكلي.
تشمل اللسانيات عدة فروع متخصصة، حيث يتناول كل فرع موضوعاً مستقلاً. ومن الفروع المهمة ما يلي:
هذا الفرع يسعى إلى فهم وتقديم الحلول للمشكلات المتعلقة باللغة في الحياة الواقعية، مستعيناً بنظريات من علم النفس وعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا.
يهتم هذا الفرع بدراسة تأثير العوامل الاجتماعية المختلفة على اللغة، ويشتمل على تحليل التفاعلات بين اللغة والمجتمع من حيث العرق والطبقة الاجتماعية والجنس والمعايير الثقافية.
يعتبر هذا الفرع مزيجًا بين اللغويات وعلوم الحوسبة، حيث يدرس كيفية تفسير اللغة المنطوقة والمكتوبة باستخدام المفاهيم الحسابية.
يهتم بدراسة العوامل النفسية التي تؤثر على اكتساب وفهم اللغة البشرية.
يبحث هذا الفرع في الخصائص المشتركة والمختلفة بين اللغات ذات الأصول المشتركة، ويدرس تطور اللغات من خلال التحليل المقارن.
يُركز هذا الفرع على دراسة كيفية تغير اللغات على مر الزمن ويدرس إعادة بناء الأشكال القديمة للغات.
يتناول هذا العلم دراسة الأسلوب والنغمات في جميع أشكال اللغة، بما في ذلك تحليل الخصائص المختلفة مثل الرمزية واللهجات والقافية.
تتميز اللسانيات بوجود نخبة من العلماء الذين ساهموا بشكل كبير في تطور هذا المجال. إليكم أبرز هؤلاء العلماء:
يُعتبر سوسير أب اللسانيات الحديثة، وقام بتقديم مفهوم أن كل كلمة تحتوي على عنصرين، وهما الدال (الشكل الصوتي) والمدلول (المعنى).
قدم جاكوبسون العديد من الأفكار التي غيرت فهم علماء اللغة لعلم الأصوات والبنية الصوتية، مشيراً إلى أن جميع أصوات الكلام تمتاز بتباينات ثنائية يمكن تحديدها كمياً.
عالم أنثروبولوجيا لغوي أمريكي، ساهم بتصنيف شامل للغات الأمريكية الأصلية ولا يزال يُستخدم حتى اليوم، واشتهر بنظريته حول اللغة وتأثيرها.
اشتهر تشومسكي بنظريته حول القواعد العامة، التي تفترض أن جميع اللغات تتشارك في بنية أساسية واحدة، وأن البشر مُزودون بقدرة فطرية على تعلم اللغة.
تُعتبر رائدة في مجال اكتساب اللغة الأولى، وقد أظهرت كيف يتطور فهم الأطفال للغة بدءًا من الثرثرة حتى الوصول إلى المحادثات المتكاملة.
يبحث بينكر في الأسس البيولوجية لاكتساب اللغة، ويقارنها بالسلوكيات الغريزية التي تشكلت عبر الانتقاء الطبيعي.
تكمن أهمية اللسانيات الحديثة في عدة جوانب، منها:
أحدث التعليقات