تعود أصول مدينة القسطنطينيّة إلى العصر الحجري الحديث، حيث عُثِرَ على دلائل تشير إلى وجود آثار تعود إلى عام 7000 قبل الميلاد، مما يوضح أنها كانت مأهولة في تلك الفترة. أُطلق على القسطنطينيّة اسم “مدينة قسطنطين” بعد أن اتخذها الإمبراطور قسطنطين الأول عاصمةً رسميةً للإمبراطورية الرومانية في عام 330م. وعندما انقسمت الإمبراطورية الرومانية إلى قسمين عام 395م، برزت القسطنطينيّة كعاصمة رئيسية للإمبراطورية الشرقية. وقد كانت القسطنطينيّة مكانة كبيرة سياسيًا وعسكريًا ودينيًا وتجاريًا، حيث كانت تُعتبر مركز الروم المسيحيين الأرثوذكس، وأصبحت كنيستها آيا صوفيا واحدة من أبرز المعالم المقدسة لديهم.
تُعد القسطنطينيّة (بالإنجليزية: Constantinople) واحدة من أكبر المدن في العالم، تقع بين قارتي آسيا وأوروبا على مضيق البوسفور. نظرًا لموقعها الاستراتيجي كحلقة وصل بين القارتين، لعبت المدينة دورًا محوريًا في المجالات الثقافية والسياسية والتجارية. كما كانت مركزًا رئيسيًا للإمبراطورية البيزنطية. وقد أُطلق عليها العديد من الأسماء عبر التاريخ، مثل بيزنطة، والأستانة، وإسلامبول، وروما الجديدة، لكن اسم “القسطنطينيّة” هو الأكثر شهرة، وأصبحت تُعرف حاليًا باسم إسطنبول.
اليوم، تُعرف القسطنطينيّة بإسطنبول، أكبر مدن تركيا وأهم موانئها. تمتد المساحة التاريخية للمدينة القديمة على نحو 23 كم²، فيما المنطقة الحالية تُعتبر أكبر بكثير. رغم تحويل العاصمة إلى أنقرة في عصر مصطفى كمال أتاتورك، حافظت إسطنبول على مكانتها كمدينة ممتازة، ولا تزال تجذب السياح لما تحتويه من معالم أثرية وتاريخية. تُعتبر آيا صوفيا من أبرز المعالم الأثرية، إلى جانب بقايا خمسة وعشرين كنيسة تعود للعصر البيزنطي. ومن المعالم الأخرى الهامة في إسطنبول، البوابة الذهبية التي أُقيمت عام 390م لحماية المدينة في زمن الإمبراطور تيودوسيوس الثاني، بالإضافة إلى بقايا قصر قسطنطين الذي بُني عام 1300م وهو مكون من ثلاثة طوابق مصنوعة من الطوب وحجر الجير.
تتميز الحياة الثقافية في إسطنبول بتنوعها، حيث تضم العديد من الجمعيات والمعاهد والمراكز الفنية، فضلًا عن المتاحف. ومن أبرز المعالم الثقافية فيها:
لقد بشر النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- بفتح القسطنطينيّة، واحتفظ المسلمون بهذا الحلم كأمل لتحقيق نبوءته. انطلقت الجيوش الإسلامية في عدة محاولات لفتح القسطنطينيّة، حيث كانت أول محاولة خلال حكم معاوية بن أبي سفيان، لكنها لم تكن ناجحة. كما حاول الخليفة سليمان بن عبد الملك فتحها في عام 98 هجري، ولكن دون جدوى. وعملت الدولة العباسية أيضًا على فتح القسطنطينيّة في عدة محاولات، كانت أبرزها في عام 190 هجري في عهد الخليفة هارون الرشيد، لكنها باءت بالفشل.
استمرت القسطنطينيّة في المقاومة حتى خلال العصر العثماني، حيث حاول السلاطين فتحها في أكثر من مناسبة، وكانت حملة السلطان بايزيد “الصاعقة” عام 796 هجري من أهم هذه الحملات، التي كاد أن يكتب لها الفشل بسبب الهجوم المغولي. وقد تواصلت محاولات الفتح حتى جاء عهد الأمير محمد الفاتح بن مراد الثاني الذي تمكن من فتح القسطنطينيّة عام 857 هجري.
لم يكن من السهل على جيش المسلمين فتح القسطنطينيّة بسبب العقبات العديدة، ولكن محمد الفاتح اتبع ثلاث استراتيجيات رئيسية لتجاوز هذه الصعوبات:
بعد تذليل العقبات، حاصر جيش المسلمين القسطنطينيّة لمدة ثلاثة وخمسين يوماً، حيث تمكنوا من تحقيق نصر عظيم أدّى إلى السيطرة على المدينة. وبعد الفتح، أصدر محمد الفاتح أمرًا بتحويل آيا صوفيا إلى مسجد، بالإضافة إلى إقامة جامع في المكان الذي دُفن فيه أبو أيوب الأنصاري.
يمكنك التعرف على مدينة القسطنطينية عن طريق مشاهدة الفيديو التالي:
أحدث التعليقات