الفروق بين الزوجة والمرأة كما وردت في القرآن الكريم

الاختلاف بين الزوجة والمرأة في القرآن الكريم

يستخدم الله -سبحانه وتعالى- مصطلح “الزوجة” للإشارة إلى الحالة التي تكون فيها المرأة متوافقة مع زوجها من حيث الدين والعقيدة أو من حيث التوافق النفسي. بينما يُستخدم لفظ “المرأة” في القرآن للإشارة إلى جنس النساء بشكل عام، ويتضمن أيضًا الإشارة إلى الزوجة التي انقطعت علاقتها بزوجها سواء من حيث العقيدة أو التوافق النفسي، أو لعدم وجود ذرية.

أمثلة توضح الفرق بين الزوجة والمرأة

امرأة فرعون

من بين الأمثلة التي تبين الفرق بين المرأة وزوجها في سياق العقيدة تأتي قصة امرأة فرعون، وهي آسيا التي آمنت بنبي الله موسى -عليه السلام- وصدقت بدعوته، مما أدي إلى انفصالها عن زوجها في سبيل الهداية ورفضها لسبل الضلال.

امرأة نوح وامرأة لوط

وكذلك الحال مع امرأتي نوح ولوط -عليهما السلام- اللتين ابتعدتا عن زوجيهما في الإيمان؛ حيث لم يُذكر لهما اسم الزوجة بل ذُكرتا كامرأتين، كما قال -تعالى-: (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا).

امرأة العزيز وامرأة عمران

بالإضافة إلى ذلك، نجد في قصة امرأة العزيز التي لم تكن متوافقة مع زوجها، حيث قامت بخيانته عندما دعَت سيدنا يوسف -عليه السلام- لتراوده عن نفسه. وبالنسبة لاستخدام كلمة “امرأة عمران” للإشارة إلى والدة مريم -عليها السلام- كما ورد في قوله -عز وجل-: (إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا)، فهذا يدل على أن عروة الزوجية انفصلت بالموت، وبالتالي سميت امرأة وليس زوجة.

زوجة زكريا عليه السلام

مثال آخر يوضح الفارق بين الزوجة والمرأة هو زوجة سيدنا زكريا -عليه السلام-؛ حيث استخدم القرآن لفظ “امرأة” للإشارة إليها عندما كانت عقيمًا بدون أطفال، وعندما رزقها الله -تعالى- بالولد قال الله عنها في كتابه العزيز: (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ).

دلالة استخدام لفظ أزواج

من الأمثلة الدالة على التوافق النفسي الذي يحقق معنى الزوجية بين الذكر والأنثى هو قول الله -تعالى-: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً). فعندما تكتمل معاني الزوجية بمظاهر المودة والرحمة والسكينة، يصبح من المناسب وصف المرأة بالزوجة والرجل بالزوج.

هذا الأمر يعزز فهم العلاقة الزوجية في الإسلام، حيث إنها ليست مجرد علاقة بين ذكر وأنثى، بل هي علاقة قائمة على معاني سامية تهدف لتحقيق أهداف نبيلة في الحياة، مما يُسهم في استمرار الجنس البشري وتلبية احتياجات الإنسان النفسية والعضوية.

الإعجاز البياني في القرآن

أنزل الله -سبحانه وتعالى- القرآن الكريم ليكون معجزة الإسلام حتى قيام الساعة، وكانت من أبرز وجوه الإعجاز في هذا الكتاب العظيم هي الإعجاز البياني؛ حيث تحدى الله -تعالى- الإنس والجن أن يأتوا بسورة مثل نظم القرآن وبلاغته.

من الجدير بالذكر أنه لا يوجد في هذا الكتاب العظيم أي تناقض أو اختلاف، فلكل آية معانيها وبلاغتها ودلالاتها الخاصة. كما قال -تعالى-: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا).