الضغط الناتج عن انقباض القلب

ضغط الدم

يتدفق الدم في جميع أنحاء الجسم، محملاً بالأكسجين والمواد الغذائية والعناصر الحيوية التي تضمن استمرار الحياة. يعود الدم إلى عضلة القلب محملاً بثاني أكسيد الكربون من خلال ما يعرف بالدورة الدموية. خلال تنقل الدم بين الأعضاء والخلايا، يمارس ضغطاً على جدران الأوعية الدموية، وهذا ما يُعرف بضغط الدم. تبدأ الدورة الدموية بانقباض عضلة القلب، حيث يدفع الدم إلى الجسم عبر الشريان الأبهر، ثم يتوزع في باقي الشرايين. بعد ذلك، يسترخي القلب، ما يسمح له بامتلاء كمية جديدة من الدم، التي يُعاد دفعها إلى الشريان الأبهر عند انقباضه مجددًا. تستمر هذه العملية مدى الحياة، وأي خلل في عمليات الانقباض والانبساط قد يؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة تؤثر على حياة الفرد.

تظهر العديد من الإحصائيات أهمية الحفاظ على الضغط الدموي ضمن مستوياته الطبيعية، والتي تقدر بمتوسط 115/75 مليمتر زئبقي. أي ارتفاع في هذه القيمة يشير إلى أن القلب يبذل جهداً إضافياً لضخ الدم إلى جميع أجزاء الجسم، مما قد يؤدي إلى مخاطر صحية متعددة، مثل السكتات الدماغية، وفشل الكلى، ومشاكل القلب التي قد تؤدي إلى الوفاة. من ناحية أخرى، إذا كان الضغط الدموي أقل من المعدل الطبيعي، فهذا يعني أن القلب غير قادر على تلبية احتياجات الجسم من الدم، مما يؤدي إلى نقص التغذية والأكسجين للخلايا ويعطل وظائفها، ويكون التأثير أكثر وضوحاً على خلايا الدماغ، حيث يؤدي نقص الأكسجين إلى تدهورها.

الضغط الانبساطي والانقباضي

يُعتبر الشريان الأبهر أكبر شرايين الجسم وأحد أكثرها مرونة. عندما يُدفع الدم من عضلة القلب خلال عملية الانقباض، يُحدث ضغطًا قويًا على جدران الشريان الأبهر، مما يؤدي إلى تمدده جانبياً، ويُدعى ضغط الدم في هذه الحالة بالضغط الانقباضي. أما أثناء الانبساط، فإن الشريان يستعيد وضعه الطبيعي ويضغط على الدم لضمان استمرارية تدفقه في الشريان، ويسمى هذا الضغط بالضغط الانبساطي.

يتم قياس ضغط الدم باستخدام أداة إلكترونية منزلية أو بواسطة جهاز قياس الضغط الزئبقي اليدوي في عيادة الطبيب، والذي يُعتبر الأكثر دقة. تُقاس القيمة أثناء حالة السكون، أي عند عدم بذل أي مجهود جسدي كبير، للحصول على قراءات دقيقة. وتكون القيمة المتوسطة للضغط الانقباضي لدى البالغين 120 مليمتر زئبقي و80 مليمتر زئبقي للضغط الانبساطي، ويُعبّر عنها بالصيغة 120/80.

Published
Categorized as الصحة والطب