الصور البلاغية في قصيدة عنترة بن شداد

الصور البلاغية في معلقة عنترة بن شداد

تعتبر الصور البلاغية من العناصر الأساسية التي تضفي جمالاً على القصائد العربية. وتبرز في معلقة عنترة بن شداد مجموعة من الصور البلاغية، منها:

  • يا دار عبلة بالجواء، تكلّمي.

هنا، تم تشبيه دار عبلة بكائن حي يريد الحديث، مما يمثل استعارة مكنية حيث تم حذف المشبه به مع الإبقاء على سمات من لوازمه.

  • فيها اثنتان وأربعون حلوبات سوداً كخافية الغراب الأسود.

هذه العبارة تتضمن تشبيهاً تام الأركان، حيث تشكلت من المشبّه والمشبه به وأداة التشبيه ووجه الشبه.

  • وعمي صباحاً دار عبلة واغلِمي.

تمثل هذه الجملة استعارة مكنية، حيث تم تقديم الدار ككائن حي يتحدث، وقد تم حذف المشبه به مع الإبقاء على بعض لوازمه.

  • إذ تستبيك بذي غروب واضح عذب مقبله لذيذ المطبخ.

تُعتبر استعارة تصريحية، لأنها صرحت بالمشبه به (الغروب) بينما تم حذف المشبه (الفم والأسنان الحادة).

  • تأوي له قلس النعام كما آوت حزق يمانية لأعجم طمطمل.

هنا، نجد تشبيهاً تام الأركان، حيث تواجد المشبه والمشبه به، بالإضافة إلى أداة التشبيه ووجه الشبه.

  • فإذا ظلمت، فإن ظلمي باسل مر مذاقته كطعم العلقم.

تظهر استعارة مكنية في هذا البيت، حيث تم تشبيه الظلم بشيء مادي كريه الرائحة، وتم الربط بين مرارته وطعم العلقم.

  • فوددت تقبيل السيوف لأنها لمعت كبارق ثغرك المتبسم.

يمثل هذا تشبيهاً مقلوباً، حيث تم تشبيه لمعان السيوف ببريق ثغرها حين تبتسم.

  • يدعون عنتر والرماح كأنها أشطان بئرٍ في لبان الأدهم.

تم هنا تشبيه الرماح بطولها بالحبال الطويلة.

  • حتى تسربل بالدم.

تُعبر هذه الصورة عن استعارة مكنية، حيث تم تشبيه الدم الذي غطى جسم الحصان بالقميص الذي يستر كافة جوانب البدن.

معلقة عنترة بن شداد

قال عنترة بن شداد في قصيدته:

هل غادر الشعراء من متردم

أم هل عرفت الدار بعد توهم

يا دار عبلة بالجواء، تكلمي

وعمي صباحاً دار عبلة واغلِمي

فوقفت فيها ناقتي وكأنها

فدنٌ لأقضي حاجة المتلوّم

وتحل عبلة بالجواء وأهلنا

بالحزن فالصمّان فالمتثلم

حيّيت من طلل قدام عهده

أقوى وأقفَرَ بعد أم الهَيْثَمِ

حلّت بأرض الزائرين فأصبحت

عسراً عليّ طلابك ابنة مخرم

علّقتُها عرضاً وأقتلُ قومها

زعماً لعمر أبيك ليس بمزعَمِ

ولقد نزلت فلا تظني غيره

مني بمنزلة المحبّ المكرم

كيف المزار وقد تربّع أهلها

بعنيزتين وأهلنا بالغيلم

إن كنتِ أزمعتِ الفراق فإنما

زُمّت رِكابكم بليلٍ مظلم

ما راعني إلا حملتة أهلها

وسط الديار تَسَفّ حبّ الخمخم

فيها اثنتان وأربعون حلوبات

سوداً كخافية الغراب الأسود

إذ تستبيك بذي غروب واضح

عذبٍ مقبله لذيذ المطبخ

وكأنّ فارّة تاجر بقسيمة

سبقَت عوارضها إليك من الفم

أو روضةً أنفاً تضمّ نبتها

غيثٌ قليل الدمن ليس بمعلم

جادَت عليه كلُّ بكرٍ حرّةٍ

فتركنَ كلَّ قرارةٍ كالدراهم

سحًّا وتسكيبا فكلَّ عشيةٍ

يجري عليها الماء لم يتصرم

وخلا الذباب بها فليس ببارحٍ

غَرِداً كفعل الشارب المتنغّم

هزجاً يحك ذراعه بذراعه

قدحَ المكبّ على الزناد الأجذم

تُمسي وتُصبح فوق ظهر حشيّةٍ

وأبيت فوق سَراة أدهَم مُلجَمِ

وحشيتي سرجٌ على عبل الشوى

نهدٍ مراكله نبيل المحزم

هل تصليني دارها شَدَنيَّةٌ

لُعِنَت بمحروم الشراب مُصَرَّمِ

خطارَةٌ غبَّ السُرى زيافةٌ

تَطِسُ الإِكامَ بوخذ خفٍّ ميثمِ

وكأنما تَطِسُ الإِكامَ عَشِيَّةً

بقريبٍ بين المنسيمين مصلّمِ

تَأوي له قُلُصُ النعامِ كَما أَوَت

حِزَقٌ يمانيةٌ لأعجم طمطِمِ

يتبعن قلة رأسه وكأنه

حدجٌ على نعشٍ لهنّ مخيم

صعلٍ يعود بذي العشيرة بيديه

كالعَبد ذي الفرو الطويل الأَصلم

شرح المفردات في معلقة عنترة بن شداد

تتضمن المعلقة مجموعة من المفردات التي يجب توضيح معانيها، وهي كالتالي:

المفردة المعنى
متردم الذي يتم ترقيعه.
الجواء مكان يُطلق عليه هذا الاسم، وهو الأرض المنخفضة الواسعة.
الخمخم نوع من النبات الذي يؤدي أكله إلى قلة لبن الناقة.
المترنم الشخص الذي يستشعر الطرب شيئاً فشيئاً.
هزجاً بسرعة وخفة.