قصة نبي الله موسى في القرآن الكريم

تتجلى في قصص الأنبياء والصالحين المذكورة في القرآن الكريم فوائد عظيمة وعبر، حيث تُعتبر تلك القصص أصدق وأكرم ما ورد في الكتاب السماوي، إذ أن مصدرها هو الله -عز وجل-. وبالتحديد، قصة نبي الله موسى بن عمران -عليه السلام- تمتلك مكانة بارزة، حيث تم تناولها في أكثر من 20 سورة في القرآن، بعضها جاء بالتفصيل والآخر بطرق مختصرة. وقد ذُكر اسم موسى بأكثر من مئة مرة، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عندما يتعرض للأذى يقول: “رَحِمَ اللهُ مُوسَى، لقَدْ أُوذِيَ بأكثرَ من هذا فصَبَرَ”.

السور التي تحتوي على قصة نبي الله موسى

تم عرض قصة نبي الله موسى -عليه السلام- في العديد من سور القرآن، حيث تتضمن دعوته، عائلته، ومواجهته مع فرعون. ومن بين السور البارزة التي تناولت هذه القصة:

• سورة البقرة: جاءت القصة في أكثر من موضع، ومن هذه المواضع قوله تعالى: (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّـهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّـهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ).
• سورة الأعراف: حيث ورد في قوله تعالى: (وَأَوحَينا إِلى مُوسَى أَن أَلقِ عَصاكَ فَإِذا هِيَ تَلقَفُ ما يَأفِكونَ).
• سورة يونس: مثلاً في قوله تعالى: (ثُمَّ بَعَثنا مِن بَعدِهِم موسى وَهارونَ إِلى فِرعونَ وَمَلَئِهِ بِآياتِنا فَاستَكبَروا وَكانوا قَومًا مُجرِمينَ).
• سورة إبراهيم: حيث جاء فيها: (وَلَقَد أَرسَلنا مُوسَى بِآياتِنا أَن أَخرِج قَومَكَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النّورِ وَذَكِّرهُم بِأَيّامِ اللَّـهِ إِنَّ في ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبّارٍ شَكورٍ).
• سورة الإسراء: تحدثت عن موسى في قوله تعالى: (وَلَقَد آتَينا مُوسَى تِسعَ آياتٍ بَيِّناتٍ فَاسأَل بَني إِسرائيلَ إِذ جاءَهُم فَقالَ لَهُ فِرعونُ إِنّي لَأَظُنُّكَ يا مُوسَى مَسحورًا).
• سورة الكهف: ذكرها في قوله: (وَإِذ قالَ مُوسَى لِفَتاهُ لا أَبرَحُ حَتّى أَبلُغَ مَجمَعَ البَحرَينِ أَو أَمضِيَ حُقُبًا).
• سورة طه: حيث ورد في قوله: (وَهَل أَتاكَ حَديثُ موسى)، وتُعتبر هذه السورة من السور التي تسرد قصة موسى بتفاصيل أوضح.
• سورة الشعراء: حيث جاء فيها: (وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ).
• سورة النمل: في قوله تعالى: (إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَارًا سَآتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُم بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَّعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ).
• سورة القصص: حيث يقول: (نَتْلُو عَلَيْكَ مِن نَّبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ).
• سورة غافر: ورد فيها: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ).
• سورة الزخرف: في قوله تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَقَالَ إِنِّي رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ).
• سورة الدخان: حيث جاء فيه: (وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ).
• سورة النازعات: حيث يقول: (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى).

سور إضافية تطرقت إلى قصة نبي الله موسى

ومن السور الأخرى التي ذُكرت فيها قصة النبي موسى:

• النساء.
• المائدة.
• الأنعام.
• هود.
• مريم.
• المؤمنون.
• الفرقان.
• الصافات.

دلالات تكرار قصة نبي الله موسى

تكرار قصة موسى عليه السلام في القرآن يُعزى إلى احتوائها على دروس وعبر مهمة، كما أن الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- وجد فيها تسلية له في مواجهة الصعوبات. كما يُلاحظ وجود تشابه في الظروف بين قصة سيدنا موسى والسياق الذي عاشه سيدنا محمد في مقاومة الكفر والاعتداءات، ولذلك أُطلق على أبو جهل لقب فرعون هذه الأمة.