تم تعيين عبد الرحمن بن رستم إماماً للدولة الإباضية الرستمية في المغرب، حيث كان يتلقى تعليمه على يد معلمه أبوعبيدة، المعروف بـ مسلم بن أبي. وبعد انتهاء فترة دراسته، انطلق بنشر المذهب الإباضي، بالإضافة إلى تعيينه نائباً لمدينة القيروان، وهو ما أكسبه خبرة كبيرة في الإدارة والتفاعل مع المجتمع. كما قام بمواجهة الدولة العباسية وجمع شتات الإباضية. تميز بالصبر في مواجهة التحديات وحرص على الالتزام بتعاليم القرآن والسنة.
عندما اختاره الناس للإمامة، اشترط عليهم طاعته، وقام بإصدار توجيهات لمجموعة من الخوارج الإباضية لبناء مدينة تاهرت في الجزائر، تحت قيادته، لتكون عاصمة للدولة الرستمية.
شهدت الدولة الرستمية انضمام العديد من القبائل تحت راية عبد الوهاب، وازدهرت خلال فترة حكمه، حيث تحقق العدل والاستقرار. وقبل وفاته، أوصى بعدد من الشخصيات البارزة في الدولة لتولي القيادة بعده، ومن بينهم ابنه عبد الوهاب. ولكن عُقدت خلافات بينه وبين ابن فنديك، مما أدى إلى انقسامات داخل الإباضية إلى قسمين:
اندلعت العديد من المعارك بين الطرفين، وأسفرت عن هزيمة النكارية ومقتل زعيمهم ابن قنديرة. نتيجةً لضعفهم، انضموا إلى الواصلية المعتزلة. وفي ظل الأحداث العنيفة والانقسامات، رغب عبد الوهاب في أداء مناسك الحج، لكن أتباعه نصحوه بعدم القيام بذلك تجنباً للاحتجاز من قبل الدولة العباسية، ثم توفي بعد ذلك.
تولى الحكم بعده ابنه أفلح، الذي حظي بدعم الشعب، وكان يمتاز بخصال حسنة، حيث اختاره والده لمواجهة التحديات التي كانت تمر بها البلاد، خاصةً مع تزايد الأعداء حول مدينة تهيرت. شهدت الدولة في عهده استقراراً كبيراً، ونمت التجارة، إلا أنه توفي حزناً على ابنه أبي اليقظان الذي كان في قبضة العباسيين.
تولى الحكم من بعده أبو بكر بن أفلح بعد وفاة والده، في وقت كان يتمتع فيه بنمط حياة مرفه. وعند خروج أخيه أبي اليقظان، شاركه الحكم. غير أن أبو بكر قام بقتل أحد الشخصيات البارزة في العاصمة، محمد بن عرفة، مما أدى إلى صراعات طائفية، وهزيمة حكام الدولة الرستمية واعتزالهم في الإمامة.
تسلم أبو يقظان تسير أمور الدولة الرستمية، مبنياً مجلس شورى يستمع لشكاوى المواطنين، مما أدى إلى استقرار الأوضاع حتى وفاته. بعد ذلك، تولى ابنه الحكم، حيث نشبت العديد من الخلافات وتكاتفت الشيعة والخوارج ضد الدولة الرستمية. تمكن أبو عبد الله الشيعي من توسيع نفوذه في المغرب والاستيلاء على الأموال، مما ساهم في انهيار الدولة الرستمية.
أحدث التعليقات