التهاب الحلق لدى الأطفال

يُعتبر التهاب الحلق لدى الأطفال ناتجاً بشكل رئيسي عن العدوى بالبكتيريا المكورة العقدية من المجموعة أ (Streptococcus A)، وهي بكتيريا تتميز بقدرتها العالية على العدوى. تنتشر هذه البكتيريا عبر الرذاذ في الهواء أثناء السعال أو العطس، وكذلك من خلال مشاركة المشروبات والأطعمة. يمكن أن تنتقل العدوى أيضًا من الأسطح كمقابض الأبواب، حيث تنتقل من اليدين إلى الأنف أو الفم أو العينين. من عوامل الخطر المساهمة في التهاب الحلق هو صغر السن، حيث يُعتبر الأطفال أكثر عرضة لهذه العدوى. بالرغم من إمكانية حدوث العدوى في أي وقت من السنة، إلا أنها تُلاحظ بكثرة في النصف الأخير من فصل الشتاء وأوائل الربيع، وخاصة في البيئات التي تتيح الاحتكاك المباشر بين الأفراد، مثل المدارس والمستشفيات.

أعراض التهاب الحلق لدى الأطفال

تظهر أعراض التهاب الحلق بشكل عام على هيئة انتفاخ واحتقان في الحلق، بالإضافة إلى تضخم اللوزتين. وفيما يلي بعض الأعراض المحتملة حسب الفئة العمرية:

• للرضّع: قد تظهر الأعراض على شكل ارتفاع طفيف في درجة الحرارة، مع زيادة كثافة مخاط الأنف، وقد يُلاحظ وجود دم.
• للمدة الزمنية من عمر سنة إلى ثلاث سنوات: تظهر على الأطفال أعراض مشابهة لتلك التي تظهر على الرضّع، بالإضافة إلى فقدان الشهية وآلام في المعدة والحلق.
• للأطفال فوق الثلاث سنوات: تتسم الأعراض لدى هذه الفئة بالشدة، حيث قد تصل درجة حرارة الجسم إلى 38.9 درجة مئوية، وتكون هناك إحساس بالاحتقان في الحلق وتضخم ملحوظ في اللوزتين، مما يؤدي إلى صعوبة في بلع الطعام والشراب.

علاج التهاب الحلق لدى الأطفال

تتعدد طرق العلاج المتبعة لعلاج التهاب الحلق عند الأطفال، من بينها:

• المضادات الحيوية الفموية: نظرًا لأن التهاب الحلق يرتبط بالبكتيريا العقدية، يقوم الطبيب بوصف المضادات الحيوية اللازمة للقضاء على هذه البكتيريا. من الضروري اتباع تعليمات الطبيب بخصوص الجرعة وتوقيتها وعدم مشاركة الدواء مع الآخرين الذين يعانون من أعراض مشابهة، كما يجب إكمال فترة العلاج بالكامل.
• مسكنات الألم: يُنصح باستخدام مسكنات الألم وخافضات الحرارة مثل الباراسيتامول والإيبوبروفين لتخفيف الألم وخفض درجة الحرارة.
• علاجات إضافية: من المهم الحفاظ على رطوبة الحلق من خلال تناول الكثير من السوائل مثل عصائر الفواكه الطبيعية، الحليب، وشوربة الدجاج. يُفضل تجنب الأطعمة الحامضة أو المالحة أو المتبلة، كما يجب تقسيم الطعام إلى قطع صغيرة ليكون بلعه أسهل. للأطفال فوق الثامنة، يمكن استخدام غرغرة الماء والملح، ولكن يُنبه إلى أن بخاخات الحلق وأقراص مص الحلق غالبًا ما لا تكون فعالة في تخفيف الألم.