التفريق بين سنن الوضوء ومستلزمات الوضوء الأساسية

الوضوء

  • الوضوء في اللغة: هو مصدر، وفعله يمكن أن يكون “توضأ” أو “وضؤ”، وفي كلا الحالتين، يعبر الوضوء عن الحسن والنظافة، أما في الاصطلاح: فهو عبادة لله تعالى وقرب منه من خلال استخدام الماء لغسل أعضاء معينة، وهي الوجه، واليدين، والرأس، والرجلين، وذلك وفق طريقة محددة. تختلف أحكام الوضوء تبعاً للعبادة؛ فقد يكون واجباً إذا أحدث المسلم ويريد أداء الصلاة فرضاً أو نافلة، أو مندوباً إذا أراد الوضوء للذكر أو النوم على طهارة، أو مكروهاً إذا جدد وضوءه قبل أداء عبادة مشروعة، ويصبح محرماً إذا توضح أنه وضأ بماء مغصوب.
  • من الجدير بالذكر أن هناك العديد من الأحاديث النبوية التي تتناول فضل الوضوء، ومن تلك الأحاديث:
    • قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “سدِّدوا وقارِبوا واعملوا وخَيِّروا واعلموا أنَّ خيرَ أعمالِكمُ الصلاةُ ولا يُحافظُ على الوُضوءِ إلا مؤمنٌ”.
    • قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “تَبْلُغُ الحِلْيَةُ مِنَ المُؤْمِنِ، حَيْثُ يَبْلُغُ الوَضُوءُ”.

الفرق بين سنن الوضوء وفروضه

فيما يلي توضيح لمعنى سنن الوضوء وفروضه، مما يوضح الفرق بينهما:

فروض الوضوء

الفرض في اللغة: يشير إلى القطع والقطع، حيث يقال “فرضت الحبل” أي قطعته. أما في الشرع: فهو ما يُثاب المسلم على فعله ويُعاقب على تركه. وقد أشار الفقهاء إلى أن الفرض والركن هما ذات الشيء، مما يعني أن صحة الوضوء تعتمد على إتيان جميع فروضه، فمن ترك شيئاً من هذه الفروض يتبطل وضوؤه. والفروض الستة التي يجب على المسلم أن يعرفها هي: غسل الوجه، واليدين إلى المرفقين، ومسح الرأس، وغسل الرجلين إلى الكعبين. وقد وردت هذه الفروض في قوله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ”. ويظهر ترتيب هذه الفروض في ذكرها من قبل الله -تعالى- وتكرار النبي -صلى الله عليه وسلم- لها، إضافة إلى أهمية الموالاة بين الفروض، مما يعني القيام بالأفعال بترتيب متتابع دون تأخير.

سنن الوضوء

السنة هي ما يُثاب المسلم على فعلها ولا يُعاقب على تركها، لذا فإن صحة الوضوء ليست مشروطة بإتيان سننه، فإذا قام المسلم بأداء فروض الوضوء دون سننه أو أدى بعضها، فإن وضوؤه يكون صحيحاً، لكنه يفوت الكثير من الأجر والثواب. ومن سنن الوضوء ما يلي:

  • الإسباغ في الوضوء: وهو المبالغة في الغسل، كما نصح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للقيط بن صبرة -رضي الله عنه- بقوله: “أسبِغِ الوُضوءَ”.
  • التثليث في غسل أعضاء الوضوء.
  • المضمضة والاستنشاق.
  • استخدام السواك.
  • تخليل اللحية الكثيفة.