التفريق بين الزكاة والصدقة: الفوائد والأهداف

ما هو الفرق بين الزكاة والصدقة؟

توجد العديد من الفروقات الجوهرية بين الزكاة والصدقة، والتي يمكن تلخيصها بالنقاط التالية:

الفرق بين الزكاة والصدقة في الحكم الشرعي

تُعتبر الزكاة فرضاً واجباً، وتتعلق بأصناف محددة، مثل الذهب، الأنعام، الثمار، وعروض التجارة. كما أن لها شروطًا معينة، من بينها بلوغ النصاب، ومقدار محدد للزكاة. بينما تُعتبر الصدقة نافلة، وغير ملزمة، حيث يمكن للإنسان إكرام الآخرين بأي شيء يتحلى به من مال، دون شروط أو تحديد لمقدار معين، وتكون جائزة في أي وقت.

الفرق بين الزكاة والصدقة من حيث المستحقين

تُخصص الزكاة لأصناف محددة وفقاً لما نص عليه الشرع، ولا يمكن إعطاؤها إلى غيرهم. وعندما يتوفى شخص وعليه زكاة، فإن ذلك يُعتبر مسؤولية ورثته. وتُقدّم الزكاة على الوصية وتوزيع الميراث، ولا تُصرف للأصول أو الفروع مثل الأب أو الابن. بينما يمكن إعطاء الصدقة لأي شخص دون قيود، وتُجوز إعطاؤها للأقارب أو الأبعداء، حتى للأغنياء والمستطيعين على الكسب.

الأفضل أن تُعطى الزكاة لأهل البلد، ويُحظر إعطاؤها لغير المسلمين، في حين تُعطى الصدقة لهم، كما يجوز إعطاؤها للزوجة، وذلك بحسب ما ورد عن ابن المنذر.

الفرق بين الزكاة والصدقة من حيث الثواب والعقاب

يُعاقب تارك الزكاة أو مانعها، بينما لا يُعاقب من يترك الصدقة.

الفرق بين الزكاة والصدقة من حيث الأشخاص الذين يجوز إعطاؤهم

لا يجوز صرف الزكاة لغير الأصناف المحددة، على عكس الصدقة التي تشمل مجالات أوسع، مثل بناء المساجد، المستشفيات، وطباعة الكتب.

كل زكاة تُعتبر صدقة، ولكن ليس كل صدقة تُعتبر زكاة، حيث أن ما يُخرج الإنسان من ماله يصنف كصدقة، سواء كان واجباً أو غير واجب، بينما الزكاة تكون محددة بمقدار معين، بخلاف الصدقة التي يُمكن تقديمها بأي قيمة.

مصارف الزكاة

تحدد الزكاة ثمانية مصارف وفقًا لما نص عليه القرآن الكريم، ولا يجوز تخصيصها لأصناف أخرى، وهم في قول الله -تعالى-: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)، وهم:

  • الفقير: هو الشخص الذي لا يستطيع الكسب، أو يمتلك مالًا أقل من نصاب الزكاة، ويكون أقل مرتبة من المسكين.
  • المسكين: يُعرف بأنه من يكسب ولكنه لا يحصل على ما يكفي من احتياجاته، أو يعتبر من لا يملك شيئاً.
  • العاملون عليها: هم الموظفون من الحكومة الذين يجمعون أموال الزكاة ويعملون على حمايتها وتسجيلها. لذا، فإن رواتبهم تأتي من أموال الزكاة.
  • المؤلفة قلوبهم: هم الشخصيات الذين يدخلون الإسلام حديثًا، حيث تُعطى لهم الزكاة لتأليف قلوبهم، وقد أعطى النبي -عليه الصلاة والسلام- صفوان بن أميّة من غنائم يوم حنين.
  • في الرقاب: يُعنى بهم العبيد والأسرى، ويمكن تخصيص جزء من أموال الزكاة لفداءهم.
  • الغارمون: هم من تغرقهم الديون بسبب الكوارث، أو لتسوية الخلافات، وليس بسبب المحرمات. يُشترط أن يكونوا مسلمين وغير قادرين على السداد.
  • في سبيل الله: يشمل المجاهدين الذين لا يحصلون على رواتب، بالإضافة لأي عمل يُ serve في الإسلام.
  • ابن السبيل: هو المسافر الذي انقطع عن ماله وأهله، ويشترط أن يكون سفره في سبيل الله.

ثمرات الزكاة والصدقة

تحمل الزكاة والصدقة فوائد وثمرات عديدة، ومنها:

  • اتمام الدين الإسلامي، حيث تعتبر الزكاة من أركانه الرئيسية، وتُمثل طاعة لله بهدف كسب رضاه.
  • تعزيز المحبة بين الأغنياء والفقراء، وطهارة النفس من البخل وتعويدها على الكرم، كما قال الله -تعالى-: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا)، بالإضافة إلى جلب البركة من خلال الإنفاق.
  • تعكس صدق من يقوم بها، وتجعله ضمن المؤمنين الكاملين، الأمر الذي يسهم في انشراح صدره.
  • تنمية المجتمع وتماسكه، وتخفيف الأحقاد بين الفقراء والأغنياء، مما يُعزز الأمن الاجتماعي.
  • تُساهم في النجاة من عذاب يوم القيامة، حيث يُحاط المتصدقون بظل صدقاتهم.
  • تساعد في تطهير المال، وتنقية النفوس من الفساد، مما يزرع الأمل والراحة في قلوب الفقراء.
  • تجلب الثناء من الله -تعالى- كما ورد في قوله: (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ).
  • تشجع الناس على الإسلام، وتخفف من همومهم وديونهم.
  • تُعزز قدر الشخص في الدنيا والآخرة، ويبقى في ظل صدقاته إلى يوم الحساب.
  • تُسهم في نمو المال وزيادة الرحمة والتعاطف مع الآخرين.