التفريق بين الحصر والاستثناء في اللغة العربية

الفروق بين أسلوبي الحصر والاستثناء: التعريف

يُعرَف أسلوب الحصر، المعروف أيضًا بأسلوب القصر، بأنه أسلوب يركز على حصر شيء معين بخصوصية مميزة، سواء كان شيئًا أو صفة ترتبط بشخص معين. على سبيل المثال، نقول: “ما جاء إلا أحمدُ” أو “ما زار خليل إلا عمّه”. في المثال الأول، قمنا بحصر فعل الحضور في شخص واحد، وهو “أحمد”، بينما في الثاني، اقتصرنا وجود خليل على زيارة عمّه فقط، دون أي شخص آخر.

بينما أسلوب الاستثناء يتكون من ثلاثة عناصر أساسية: “المستثنى، المستثنى منه، وأداة الاستثناء”. وفي حال تم حذف المستثنى منه، يتحول هذا الأسلوب إلى أسلوب حصر. كمثال، نقول: “أكل الجميع إلا خالداً”، حيث يعتبر خالد هو المستثنى. وفي هذه الحالة، تنطبق حكم الأكل على الجميع، بينما يؤدي حذف المستثنى منه إلى تحول الفكرة إلى أسلوب حصر.

الفروق بين أسلوبي الحصر والاستثناء: الإعراب

عند تحليل الجملة في أسلوب الحصر، يتم إعراب ما يلي أداة الحصر “إلّا” بناءً على موقعه النحوي. ففي جملة “ما جاء إلا أحمدُ”، يأتي الاسم بعد أداة الحصر مرفوعًا، باعتباره فاعلاً للفعل “جاء”. أما في جملة “ما زار خليل إلا عمّه”، فاسم “عمّه” يأتي منصوباً كمفعول به؛ ولذلك يتعيّن إعراب الاسم وفقًا لموقعه.

أما أسلوب الاستثناء فمنقسم إلى ثلاثة أصناف: “التام المثبت، التام المنفي، والتام المنقطع”. وفي هذين الصنفين الأول والثالث، يأتي الاسم الذي يلي أداة الاستثناء مستثنى منصوبًا، بينما في الصنف الثاني، قد يكون مستثنى منصوب أو بديلاً للمستثنى منه.

الفروق بين أسلوبي الحصر والاستثناء: إمكانية حذف الأداة

في أسلوب الحصر، إذا قمنا بحذف أداة النفي وأداة الاستثناء، فلن يتسبب ذلك في أي تغيير في الجملة. على سبيل المثال، عندما نقول “ما فاز إلا المجتهدُ”، يمكننا أيضًا أن نقول: “فاز المجتهد”، لهذا السبب يُعرف هذا الأسلوب بالاستثناء الناقص المنفي أو الاستثناء المفرغ.

بينما في أسلوب الاستثناء، إذا تم حذف أداة الاستثناء، سيؤدي ذلك إلى خلل في المعنى بخلاف ما يحدث في أسلوب الحصر. على سبيل المثال، في عبارة “نجح الطلاب إلا سميراً”، لا يمكننا القول: “نجح الطلاب سميراً”، لأن تركيب الجملة يصبح غير صحيح وغير واضح.

أمثلة من القرآن الكريم تظهر الفرق بين الحصر والاستثناء

تتضمن الآيات التالية من القرآن الكريم أمثلة واضحة لأسلوبي الاستثناء والحصر:

  • {يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ}.

الأسلوب في هذه الآية هو: حصر.

  • {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ}.

الأسلوب هنا هو: استثناء.

  • {أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَىٰ فِي السَّمَاءِ وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّىٰ تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَّقْرَؤُهُ ۗ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلَّا بَشَرًا رَّسُولًا}.

الأسلوب في الآية هو: حصر.

  • {أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا ۖ قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا ۖ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ}.

الأسلوب في هذه الآية هو: استثناء.

أمثلة من الشعر العربي توضح الفرق بين الحصر والاستثناء

تتضمن الأبيات الشعرية التالية أمثلة على أسلوبي الحصر والاستثناء:

  • قال الإمام الشافعي:

كُلُّ العُلومِ سِوى القُرآنِ مَشغَلَةٌ

إِلّا الحَديثَ وَعِلمَ الفِقهِ في الدينِ الشافعي

الأسلوب: استثناء.

  • قال أحمد شوقي:

صَحا القَلبُ إِلّا مِن خُمارِ أَماني

يُجاذِبُني في الغيدِ رَثَّ عِناني شوقي

الأسلوب: استثناء.

  • قال أبو العلاء المعري:

تَناقُضٌ ما لنا إِلّا السُكوتُ لَهُ

وَأَن نَعوذَ بِمَولانا مِنَ النارِ

الأسلوب: حصر.

  • قال المتنبي:

لا اِفتِخارٌ إِلّا لِمَن لا يُضامُ

مُدرِكٍ أَو مُحارِبٍ لا يَنامُ

الأسلوب: حصر.

Published
Categorized as معلومات عامة