اختلافات التفاح الأحمر والأخضر
تتواجد في الأسواق أكثر من مئة نوع من أنواع التفاح التجارية، حيث يتميز كل نوع بمذاق ولون قشرة ودرجة حموضة مميزة. عند المقارنة بين التفاح الأخضر المعروف بنوعه جراني سميث (Granny Smith) ونوعين من التفاح الأحمر، وهما ريد ديلشس (Red Delicious) ورويال جالا (Royal Gala)، لوحظ أنه رغم احتواء الأنواع الثلاثة على كميات متساوية من الألياف وفيتامين C، إلا أن التفاح الأخضر يحتوي على كميات أقل من الكربوهيدرات والسعرات الحرارية بنسبة تقارب 10% مقارنة بالتفاح الأحمر. وعلى العكس، يتمتع التفاح الأحمر بتركيز من البيتا كاروتين (Beta carotene) يزداد بنحو 50% مقارنة بالتفاح الأخضر، الأمر الذي يعود لسحنه المميز.
تشمل أنواع التفاح المختلفة مكونات وأنواع متعددة من مركبات الفيتوكيميكال (Phytochemical)، وقد اختلف الباحثون حولها. فقد أظهرت إحدى الدراسات أن تفاح ريد ديلشس يحتوي على أعلى نسبة من مركبات الفينول، بينما أظهرت دراسة أخرى أن تفاح جراني سميث يمتلك الكمية الأعلى منها مقارنة ببقية الأنواع. وأشارت دراسة نشرت في مجلة Science of Food and Agriculture في عام 2012 إلى أن تركيز مركبات الفينول في التفاح يختلف بناءً على نوعه وظروف حصاده وتخزينه، كما بينت أن تركيز هذه المركبات في قشور التفاح أعلى منه في اللب.
القيمة الغذائية للتفاح الأحمر والأخضر
يُعتبر التفاح بكلا نوعيه الأخضر والأحمر مصدراً غنياً بالعناصر الغذائية التي تدعم الصحة. ومن أبرز هذه العناصر:
- فيتامين C: يعمل كمضاد أكسدة قوي يساهم في تقليل الأضرار الناتجة عن الجذور الحرة، ويعزز من قدرة الجسم على مقاومة العدوى.
- مجموعة فيتامينات ب: مثل B1 وB2 وB6، والتي تلعب دوراً أساسياً في الحفاظ على صحة خلايا الدم الحمراء والجهاز العصبي.
- الألياف: تُشير الدراسات إلى أن النظام الغذائي الغني بالألياف يساعد في تقليل احتمالية الإصابة بعدد من الأمراض.
- المركبات الكيميائية النباتية (Phytonutrients): تعمل على تقليل الأضرار الناتجة عن الجذور الحرة.
يوضح الجدول التالي بعض العناصر الغذائية الموجودة في 100 غرام من التفاح الأخضر من نوع جراني سميث والتفاح الأحمر من نوع ريد ديلشس مع قشورهما كما ذكرت وزارة الزراعة الأمريكية (USDA):
العناصر الغذائية
التفاح الأخضر |
التفاح الأحمر |
السعرات الحرارية (سعرة حرارية) |
58 |
59
|
الماء (مليليتر) |
85.46 |
85.3
|
البروتين (غرام) |
0.44 |
0.27
|
الدهون (غرام) |
0.19 |
0.2
|
الكربوهيدرات (غرام) |
13.61 |
14.1
|
الألياف (غرام) |
2.8 |
2.3
|
السكر (غرام) |
9.59 |
10.5
|
البوتاسيوم (مليغرام) |
120 |
104
|
الكالسيوم (مليغرام) |
5 |
6
|
فيتامين أ (وحدة دولية) |
100 |
55
|
فيتامين هـ (مليغرام) |
0.18 |
0.24
|
الفوائد الصحية للتفاح من منظور علمي
فوائد مثبتة علمياً
- التحكم في الوزن: بسبب احتوائه على نسبة مرتفعة من الألياف والماء، مما يمنح شعوراً بالشبع. أظهرت العديد من الدراسات أن التفاح يعد خياراً صحياً لنظام غذائي يساعد على فقدان الوزن. إحدى الدراسات أشارت إلى 50 امرأة تعاني من الوزن الزائد، حيث أظهرت النتائج انخفاضاً في السعرات الحرارية بين المشاركات اللواتي تناولن التفاح، حيث فقدن من 0.84 إلى 0.93 كيلوغرام من وزنهن. دراسة أخرى شملت 411 امرأة بدانة، أظهرت أن اللواتي تناولن التفاح أو الإجاص ثلاث مرات يومياً ضمن نظام غذائي منخفض السعرات اخترن فقدان 1.22 كيلوغرام خلال 12 أسبوعاً.
- تقليل خطر السكتة الدماغية: تحليل شامل تم نشره في مجلة Neurology عام 2005 أظهر أن تناول الفواكه والخضروات يقلل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 11%. دراسة في جامعة مونستر بألمانيا أظهرت أن استهلاك الفواكه والخضار ذات اللون الأبيض مثل التفاح والكمثرى قد يساهم في خفض خطر الإصابة بنسبة 9% لكل 25 غراماً منها.
- الحد من خطر السرطان: يحتوي التفاح على الألياف ومركبات الفيتوكيميكال التي تحمي خلايا دي إن أي (DNA) من التأكسد، الذي يُعتقد أنه أحد العوامل المساهمة في ظهور السرطان. وفقاً لتحليل نشر في موقع جامعة كامبردج، وُجد أن تناول التفاح ارتبط بانخفاض خطر الإصابة بسرطان الرئة، ولكن الدهون بشأن تأثيره على أنواع سرطانات أخرى كانت متضاربة، مما يستدعي مزيد من البحوث.
فوائد ذات أدلة علمية أقل قوة
- تقليل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني: يحتوي التفاح على مركبات الفلافونويد المضادة للأكسدة والتي قد تحمي خلايا بيتا في البنكرياس المسؤولة عن إفراز الإنسولين. دراسة واحدة أظهرت أن النساء اللواتي تناولن تفاحة واحدة يومياً على مدى عام كن أقل عرضةً للإصابة بالسكري بنسبة 28%. ومع ذلك، فإن البيانات الحالية غير كافية، مما يستلزم مزيد من البحث.
- تعزيز صحة القلب: تُسهم الألياف في خفض مستويات الكوليسترول في الدم، بالإضافة لمركبات البوليفينول التي لها خصائص مضادة للأكسدة. الدراسات أظهرت أن الفلافونويدات في التفاح قد تقلل من احتمال الإصابة بأمراض القلب عبر تأثيرها على خفض ضغط الدم وتقليل مستوى الكوليسترول الضار.
إحدى الدراسات المتعلقة بسيدات بعد انقطاع الطمث، أظهرت أن تناول التفاح المجفف ساهم في خفض مستويات الكوليسترول الكلي والضار. ومع ذلك، كانت هناك حاجة لمزيد من الأبحاث لتأكيد النتائج.
- تعزيز صحة العظام: دراسة صغيرة أظهرت أن تناول التفاح الطازج أو معصوره قد يساهم في تقليل فقد الكالسيوم عن طريق البول مقارنةً بالحلويات.
- تعزيز صحة الدماغ: مركب الكيرسيتين في التفاح قد يقلل من موت خلايا الدماغ، لكن الحاجة لا تزال قائمة لمزيد من الأبحاث. دراسة على الفئران أظهرت أن عصير التفاح قد يحافظ على مستويات أستيل كولين، وهو ناقل عصبي. ومع ذلك، لم يظهر تأثير على ألزهايمر أو الخرف.
- تقليل خطر الربو: قشور التفاح تحتوي على كيرسيتين، الذي قد يساهم في تقليل الالتهابات. دراسة تطرقت إلى تأثير التفاح في الربو أظهرت تقليلاً بسيطاً للأعراض، لكن الحاجة لمزيد من الأبحاث ضرورية.
- تعزيز صحة الأمعاء: ألياف البكتين في التفاح تعتبر مسببة للبريبايوتيك، حيث تدعم نمو البكتيريا المفيدة في الأمعاء، ولكن الحاجة لمزيد من الأدلة تظل قائمة لتأكيد هذا التأثير.
- المساعدة في صحة اللثة والأسنان: فيتامين ج وكون التفاح ليفيا يجعلان المضع مفيداً لصحة اللثة. دراسة واحدة وجدت أن مضغ التفاح قد يقلل من مستوى البكتيريا، لكن النتائج لا تزال غير مؤكدة.
لمحة عامة عن التفاح
يعتبر التفاح من أقدم وأكثر الفواكه شهرةً في العالم، بسبب نكهته الجذابة وقوامه المقرمش. تحتاج شجرة التفاح من أربع إلى خمس سنوات بعد الزراعة حتى تبدأ بثمرها. يتواجد التفاح بأحجام وألوان متعددة، من الأصفر إلى الأخضر والأحمر، ويعتبر مصدرًا غنيًا بألياف البكتين.
أحدث التعليقات