أهمية التشبيه في قصيدة نهج البُردة
تحتوي قصيدة نهج البُردة على مجموعة متنوعة من أساليب التشبيه، ومن أبرزها ما يلي:
- قول الشاعر:
يا أفصح الناطقين الضاد قاطبة
حديثك الشهد عند الذائق الفهم
يظهر في هذا البيت التشبيه المفصل، حيث يقارن الشاعر حديث النبي بالشهد، مشيرًا إلى أوجه الشبه في المذاق، وقد تم حذف أداة التشبيه.
- قول الشاعر:
لمّا خطرت به التفّوا بسيّدهم
كالشهب بالبدر أو كالجند بالعلم
هذا تشبيه تمثيلي، حيث يشبه الشاعر وجود النبي بين الملائكة في المسجد الأقصى، بالبدر بين النجوم.
- قول الشاعر:
سرت بشائر بالهادي ومولده
في الشرق والغرب مسرى النور في الظلم
يتجلى في هذا البيت التشبيه الضمني، حيث يشبه الشاعر سريان البشائر بمولد الرسول(صلى الله عليه وسلم) بالنور الذي يمتد في الظلام، وينيره.
- قول الشاعر:
والجهل موت فإن أوتيت معجزة
فابعث من الجهل أو فابعث من الرجم
يستخدم الشاعر هذا التشبيه البليغ، حيث يشبه الجهل بالموت، مشيرًا إلى عدم وجود حياة فيه، ويلاحظ حذف وجه الشبه والأداة.
- قول الشاعر:
يلوح حول سنا التوحيد جوهرها
كالحلي للسيف أو كالوشي للعلم
في هذا التشبيه التمثيلي، يشبه الشاعر العلوم الأساسية في الإسلام وجوهرها التوحيد بالحلي التي تزين السيف، التي تمثل جوهرها.
- قول الشاعر:
والخلق يفتك أقواهم بأضعفهم
كالليث بالبهم أو كالحوت بالبلم
يفصح هذا التشبيه التمثيلي عن صورة الظلم الذي يعاني منه الضعفاء على يد الأقوياء، ويقارن ذلك بالأسد الذي يفتك بالصغار.
- قول الشاعر:
من في البرية كالفاروق معدلة
وكابن عبد العزيز الخاشع الحشم
يظهر لنا في هذا التشبيه المقلوب تساؤل الشاعر عمن يشبه الفاروق عمر بن الخطاب في عدله أو يشبه عمر بن عبد العزيز في خشوعه.
- قول الشاعر:
فأدبروا ووجوه الأرض تلعنهم
كباطل من جلال الحقّ منهزم
هنا، يقارن الشاعر مشهد المشركين عند انصرافهم عن غار حراء بالباطل الذي ينهزم أمام الحق.
- قول الشاعر:
كأنّ وجهك تحت النقع بدر دجىً
يضيء ملتثماً أو غير ملتثم
يستخدم الشاعر هنا التشبيه التام، حيث يشبه وجه النبي المغبر في المعركة بالبدر الذي يضيء بنوره.
أركان التشبيه
يعتمد التشبيه على أربعة أركان رئيسية، تشمل: المشبه والمشبه به وأداة التشبيه ووجه الشبه، حيث يُعتبر المشبه والمشبه به طرفا التشبيه، وهما ركنان أساسيان لا يمكن الاستغناء عنهما، كما يلي:
- المشبه
وهو العنصر الذي يهدف الشاعر إلى صبغ صفاته بناءً على شيء آخر، مثل: كان عمر في رعيته مثل الميزان في العدل.
- المشبه به
وهو الشيء الذي تُصاغ صفته على المشبه، مثل: كان عمر في رعيته مثل الميزان في العدل.
- الأداة
وهي اللفظ الذي يربط بين المشبه والمشبه به، ويمكن حذفها أو ذكرها، مثل: كان عمر في رعيته مثل الميزان في العدل.
- وجه الشبه
وهو الوصف المشترك بين طرفي التشبيه، ويمكن حذفه أو ذكره، مثل: كان عمر في رعيته مثل الميزان في العدل.
أنواع التشبيه
يفصل التشبيه إلى نوعين أساسيين، وهما:
التشبيه المفرد
وهو تشبيه شيء محدد بشيء آخر وينقسم إلى عدة أنواع حسب وجود أركانه، على الشكل التالي:
- التشبيه التام
وهو النوع الذي يحتوي على جميع أركانه.
- التشبيه المؤكد
وهو النوع الذي يتم فيه حذف أداة التشبيه.
- التشبيه المرسل
- وهو نوع يظهر فيه الأداة.
- التشبيه المجمل
وهو النوع الذي تم فيه حذف وجه الشبه.
- التشبيه البليغ
ويعدّ أبلغ أنواع التشبيه لأنه يحذف الأداة ووجه الشبه.
- التشبيه المركب
وهو لغة تشبه صورة معينة بصورة أخرى، وينقسم إلى ما يلي:
- التشبيه التمثيلي
- هو وصف حالة معينة بهيئة أخرى، كقوله تعالى: (مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ)، حيث شبه الله عز وجل أجر من يتصدق بأمواله بالسنبلة الواحدة التي تنبت حبات عديدة، ووجه الشبه هنا هو المضاعفة.
- التشبيه الضمني
وهو وصف حالة دون استخدام أداة التشبيه، كما في قول المتنبي:
مَن يَهُن يسهل الهوان عليه
ما لجرحٍ بميتٍ إيلامُ
- التشبيه المقلوب
وهو نوع غالبًا ما يُستخدم للمديح، ويحدث فيه تبادل مواقع المشبه والمشبه به، كما في قول الشاعر:
وبدا الصّباحُ كٲنَّ غُرَّتَهُ
وجه الخليفة حين يُمتدحُ