البيداغوجية الفارقية في تعلم الرياضيات

تُعد البيداغوجيا الفارقية في الرياضيات من المفاهيم التي تُثير اهتمام الكثيرين، على الرغم من كونها مصطلحًا غريبًا للبعض. تسهم هذه المنهجية بشكل كبير في تحقيق تكافؤ الفرص في التعليم والاعتراف بالفروق الفردية بين المتعلمين.

البيداغوجيا الفارقية في الرياضيات

  • تشير البيداغوجيا الفارقية إلى مجموعة من الإجراءات والعمليات الهادفة إلى الاعتراف بالفروق الفردية بين الطلاب، مما يمكنهم من التحكم في الأهداف التعليمية المحددة. تتيح هذه المقاربة استخدام نموذج مرن يعزز من فهم المتعلمين للمسارات المتنوعة.
  • تسهم هذه الفلسفة في تقديم المعرفة وفقًا لمسارات المتعلمين المختلفة، حيث تُعرَف بأنها بيداغوجيا تفريد التعلم التي تعترف بالطالب ككائن يمتلك تصورات وتصورات خاصة تجاه الوضعيات التعليمية.
  • تساعد هذه المنهجية في طرح مسارات تعليمية متنوعة تأخذ في الاعتبار خصوصيات كل متعلم، مما يتعارض مع فكرة أن الجميع يجب أن يتبع نفس الإيقاع والأسلوب والمنهج الدراسي في نفس الوقت.

التعريف الإجرائي

  • تعتبر البيداغوجيا الفارقية نوعًا من التعريف الإجرائي، حيث تهتم بالفروق الفردية أثناء عملية التعلم وتسعى لتحقيق التعلم وفقًا لهذه الفروق.
  • تحدد هذه البيداغوجيا الشروط التي تفتح أمام المتعلمين آفاقًا متعددة، مما يُسهل من انفتاح التعلم على أكبر عدد من الطلاب الممكنين.
  • يتجلى ذلك في تصميم الأنشطة التعليمية وإيقاعاتها بناءً على الفروق والاختلافات التي يمكن أن تظهر بين المتعلمين.
  • في سياق التعلم، تُعتبر هذه الفروق بمثابة إطار تربوي مرن وقابل للتكيف وفقًا لخصوصيات المتعلمين.

أهم تعريفاتها

  • تعددت تعريفات البيداغوجيا الفارقية، ولكن يُعَد تعريف لويس لوقران، الذي قدمه عام 1973، من أبرزها. إذ سعى إلى تطبيق أحدث ما توصل إليه علم النفس الفارقي في المجال التربوي من خلال البحث عن آليات تعليمية تأخذ في الاعتبار الفروق الفردية.
  • تعريف آخر يشير إلى أن البيداغوجيا الفارقية هي مقاربة تربوية تعتمد مجموعة من الوسائل والاستراتيجيات التعليمية، والتي تهدف إلى الوصول بنفس الأهداف ولكن عبر طرق مختلفة لكل متعلم.

تعريف فيليب ماريو

  • يقدم فيليب ماريو تعريفًا يتضمن اقتراح معلم بأسلوبين. الأول هو تحديد هدف واحد لمجموعة من الطلاب مع استخدام استراتيجيات وأساليب تعليمية مختلفة. الثاني يتمثل في تحديد الفجوات والصعوبات التي يواجهها كل متعلم وضبط الأهداف وفقًا لذلك.
  • كما عَرَف الدكتور مراد البهلول في عام 1995 البيداغوجيا الفارقية بأنها منهجية تهدف إلى تحديد الطرق والأساليب التعليمية المتعلقة بالفروق الفردية بين المتعلمين وغير المتعلمين.
  • تعتبر هذه البيداغوجيا سعيًا مستمرًا نحو توافق الأساليب التعليمية مع الاحتياجات الحقيقية للمتعلمين، حيث تُميز بين المتعلمين وغير المتعلمين.

أساسيات البيداغوجيا الفارقية

  • يُعَد الأساس الفلسفي الأول في هذه النظرية بمثابة محور رئيسي يؤكد على قابلية الفرد للتربية والتعليم، وهو ما يعززه العلم النفسي والبيداغوجي.
  • الأساس التربوي الثاني يحدد دور التربية في دعم الأطفال لتحقيق أقصى مستوى من جودة التعلم.
  • تقع مسؤولية العملية التربوية على عاتق الطفل، حيث يجب أن تكون المناهج والطرق التعليمية مصممة لتلائم احتياجات المتعلمين، وليس العكس.
  • تستند البيداغوجيا الفارقية أيضًا إلى سيكولوجية متعمقة للقوانين التي تحكم العمليات الذهنية للمتعلمين، حيث يوصي كاتب في هذا السياق بإعادة تقييم المعلومات التي يقدمها علم النفس.
  • يدعو هذا الكاتب إلى إنشاء مدرسة جديدة تتناسب مع تميز واختلافات الطلاب في جوانبهم العقلية والعاطفية.
  • يجب أخذ الفروق النفسية بعين الاعتبار عند تصميم التدخلات التربوية، ما يُستدعي وضع استراتيجيات جديدة تتناسب مع كل متعلم.
  • الأساس الثالث هو الأساس الاجتماعي، حيث تؤكد دراسات سوسيولوجية أن الأطفال من خلفيات اجتماعية وثقافية مختلفة يظهرون فروقات في المهارات اللغوية.
  • الأطفال الذين ينتمون إلى بيئات محظوظة لديهم ثروات لغوية أكبر من أقرانهم من البيئات الأقل حظًا، مما يؤثر على نجاحهم الأكاديمي.
  • تُظهر الدراسات أيضًا أن المدرسة تلعب دورًا حيويًا في المحافظة على الطبقات الاجتماعية، مما يتطلب تناول الفروق الفردية بين المتعلمين بعناية.

مبادئ البيداغوجيا الفارقية

  • أحد المبادئ الأساسية هو تقليل ظاهرة الإخفاق، التي تُعتبر من الأهداف الرئيسية للبيداغوجيا الفارقية في الرياضيات.
  • كما تهدف إلى تقليص ظاهرة التسرب والفشل المدرسي من خلال البحث عن حلول فعالة تساعد في التعامل مع هذه الظواهر التي تؤثر على العديد من الأطفال.
  • وأوضحت العديد من الدراسات أسباب هذه الظواهر، والتي تتراوح بين جوانب نفسية واجتماعية مُسهمة في فشل الطلاب.

هل ترغب في استكشاف:

البيداغوجيا وعلاقتها بالسياسة التربوية

  • تتداخل العديد من العوامل مع السياسة التربوية، مثل المناهج والمحتويات الدراسية، وهياكل المؤسسات، بالإضافة إلى الأساليب والاستراتيجيات التعليمية المُعتمدة.
  • تُولي البيداغوجيا الفارقية أهمية كبيرة للعوامل الأخيرة، حيث تلعب دورًا في تقليص الظواهر المعقدة والمتعددة.
  • العلم وراء هذه المنهجية يُعتمد على علم النفس الفارقي، والذي يركز على شرح الفروق الفردية بين الأفراد في المجتمع، مستخدمًا أدوات علمية للتحقق من مختلف هذه الفروق.
  • تظهر فروقات واضحة في مستويات التنمية المعرفية، حيث إن الأفراد يختلفون في مراحل نموهم.
  • تدعم الدراسات وجود فروق في أساليب التعلم، إذ يميل بعض الطلاب إلى التعلم عبر الأساليب السمعية في حين يفضل آخرون التعلم البصري.

مستويات الفروق في التعلم

  • توجد فروقات في أنماط التعلم المعتمدة، حيث أظهرت الدراسات أن المتعلمين يستخدمون أساليب متنوعة، مثل السمع والبصر.
  • هناك أيضًا فروقات في استراتيجيات التعلم، حيث تكون لكل طفل مميزاته ومعارفه الخاصة.
  • تعرف هذه الاستراتيجيات بمجموع العمليات التي ينظمها المتعلم بناءً على معرفته السابقة لتحقيق أهداف تعليمية محددة.
  • من المهم ملاحظة أن كل تلميذ لديه استراتيجيات تعلم خاصة به تختلف بناءً على كيفية اعتمادها.
  • تتطلب هذه الفروق شروطًا ملائمة لتعزيز استراتيجيات التعلم وتصحيحها دون الاعتماد على نفس الأسلوب، مما يضمن تحقيق مرونة أفضل وكفاءات أعلى في التعلم.
  • تتفاوت مستويات التحفيز والرغبة لدى الطلاب بناءً على معرفتهم واهتماماتهم، مما يؤثر على قدرتهم على الاستجابة للمواضيع المطروحة.
  • علاوة على ذلك، تشكل طاقة الطالب في مواصلة التعلم ونوعية الانطباعات التي يكتسبها دورًا أساسيًا في تفوقه.

علاقة المتعلم بالمعرفة المدرسية

  • تشير الدراسات إلى أن هناك علاقة وثيقة بين النجاح المدرسي والمشاركة الفعالة للمتعلم في المعرفة العامة، وخاصة في المواد الدراسية.
  • تتكون هذه العلاقة في مرحلة مبكرة من الحياة وتتشكل بفعل عوامل ثقافية واجتماعية متعددة.
  • تُحدد العلاقة المعرفية عبر مجموعة من العناصر والنظريات والقواعد التي تصف كيفية تفاعل المتعلم مع المعرفة.
  • يتيح علم النفس الفارقي تصنيف الوضعيات التعليمية المناسبة للأطفال وفهم الفروق الفردية بينهم.