الصندوق الأسود للطائرات
يتكون الصندوق الأسود من صندوقين يقعان في الجزء الخلفي من الطائرات، حيث تُعتبر هذه المواقع الأقل عرضة للخطر في حالة وقوع الحوادث. يقوم أحد الصندوقين بتسجيل كل ما يحدث في مقصورة القيادة من استنجادات ومناقشات، بينما يقوم الآخر بتوثيق المعطيات الفيزيائية والبيانات الرقمية للطائرة منذ إقلاعها وحتى وصولها إلى وجهتها. يعود السبب الرئيسي لتواجد هذين الصندوقين إلى الرغبة في الكشف عن الأسباب التي تؤدي إلى حوادث تحطّم الطائرات. في هذا المقال، سنتناول تفاصيل أكثر حول الصندوق الأسود.
أسباب تسمية الصندوق الأسود
سُمي الصندوق الأسود بهذا الاسم نظراً لأنه كان يُطلى باللون الأسود في بداياته، ويُشار إليه بهذا الاسم لقدرته على تغطية ما يحدث داخل الطائرة في حال نشوب حرائق نتيجة لتحطمها أو سقوطها. وعلى الرغم من ذلك، فإن لونه الحقيقي هو البرتقالي، حيث يتم تزويده بشرائط عاكسة لتسهيل تحديد موقعه بعد وقوع الكوارث.
مخترع الصندوق الأسود
يرجع الفضل في ابتكار الصندوق الأسود إلى المخترع الأسترالي ديفيد وارين، الذي بدأ عمله في تطوير هذه التقنية بعد التحقيق في حادثة تحطم طائرة الكوميت عام 1953. أصبح هذا الاختراع جزءًا أساسيًا من تصميم الطائرات، وكانت أستراليا أول دولة تفرض وجود الصندوق الأسود في طائراتها.
مميزات الصندوق الأسود
- يتميز بلونه البرتقالي الزاهي، ويتوفر على شريط عاكس للضوء لتسهيل العثور عليه بعد الكوارث.
- يمتاز بقدرته على مقاومة درجات حرارة تصل إلى 1100 درجة مئوية، نتيجة التعرض للنيران الناتجة عن الحوادث.
- يُعد قادراً على تحمل الأوزان الثقيلة، حيث يحتمل سقوط وزنه ربع طن من ارتفاع يصل إلى ثلاثة أمتار.
- يقاوم الاهتزازات الناتجة عن سقوط الطائرة، مما يحمي المعلومات المسجلة ويمنع فقدانها.
- يحتوي على جهاز إرسال لاسلكي لتحديد موقعه تحت الماء، حيث يطلق إشارات ضوئية عالية التردد عند ملامسته للماء أو الرطوبة أو الثلوج، ويمكن تمييز الإشارة من عمق يصل إلى 20 ألف قدم.
- يخزن المعلومات لمدة 25 ساعة متواصلة قبل أن يبدأ بتسجيل معلومات جديدة، مع إمكانية حذف البيانات القديمة تلقائيًا.
- يمكنه تحمل الانفجارات والنيران الناتجة عن الحوادث حتى من ارتفاعات كبيرة تزيد عن عدة آلاف من الكيلومترات.
فوائد الصندوق الأسود
تُستخدم المعلومات المستخرجة من الصندوق الأسود في عدة مجالات مختلفة من قبل العديد من المؤسسات والشركات لأغراض متعددة، من أبرزها:
- تحسين صيانة الطائرات ومراقبة أدائها من قبل هيئات الهندسة الطيرانية.
- رفع مستوى كفاءات الطيارين في مجالات الملاحة الجوية.
- تعزيز السلامة في الطائرات سواء القديمة أو الحديثة في مصانع الإنتاج.
- تقديم معلومات قيمة لخبراء الأرصاد الجوية حول الظواهر الجوية الخطرة، مثل الإنجرافات الهوائية الصغيرة والمقصات الهوائية.