التسمية التاريخية لأهل يثرب
تُعتبر يثرب الاسم التاريخي الذي كان يُطلق على المدينة المنوّرة، حيث تم تسميتها بهذا الاسم عند هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- من مكة المكرمة. وقد عُرف سكان المدينة فيما بعد باسم “الأنصار”، وذلك تقديراً لاستقبالهم الحار للنبي وأصحابه، حيث قدموا لهم الدعم والحماية، وشاركوا معهم في توزيع ثرواتهم وأملاكهم دون تردد، جاعلين من أنفسهم حصنًا لهم، كما جاهدوا في سبيل الله بجانبه.
مناقب الأنصار ومآثرهم
أبرز الإسلام مكانة الأنصار وقدرهم، حيث أشار إلى فضلهم في العديد من الآيات القرآنية. ومن أهم المميزات التي تُذكر عن أنصار رسول الله ما يلي:
- كان للأنصار دورٌ كبير في إدخال الإسلام إلى المدينة المنوّرة، خصوصاً الأفراد الذين شاركوا في بيعة العقبة الأولى والثانية، حيث آمنوا برسالة النبي وحملوا الأمانة إلى أهل مدينتهم.
- قد أظهر الأنصار تضامنًا كبيرًا مع المهاجرين، حيث شاركوا كل ممتلكاتهم وتعاونوا معهم لتجاوز ما تعرضوا له من قهرٍ واضطهاد في مكة.
- تميز الأنصار بعمق إيمانهم وتجذر العقيدة في قلوبهم، حتى أصبح يُعرف عنهم أنهم “سكنوا الإيمان” بما يتفوق على كون الإيمان مجرد شعورٍ فيهم، وذلك بفضل صدقهم وإخلاصهم.
وصية النبي للأنصار بالخير
أظهر النبي -صلى الله عليه وسلم- في أكثر من مناسبة ولاءه الكبير للأنصار، حيث عبّر عن محبته لهم وأكد على قربهم إلى قلبه، داعيًا لهم بالخيرات في الآخرة. كان يُمني النفس بلقائهم على حوضه، حيث يكرمون مقابل ما قدموه من دعم ومساندة في سبيل الله. وفي اللحظات الأخيرة من حياته، حرص النبي على توجيه توصياته النهائية لأصحابه، ضمنها أهمية معاملة الأنصار بالخير وتقديرهم.