استيقاظ الطفل المفاجئ من النوم مصحوبًا بالبكاء الشديد

يعتبر البكاء أحد أشكال التواصل التي يعتمد عليها الأطفال للتعبير عن احتياجاتهم أو مشاعرهم، فهي وسيلتهم الأساسية لجذب انتباه الأهل. هناك أنواع متعددة من البكاء، وأحيانًا يصعب على الوالدين فهم أسبابها أو تفسيرها.

ومن هذه الأشكال، استيقاظ الطفل من النوم مع نوبات بكاء شديدة، مما يُسبب حيرة للأم أو الأب في معرفة السبب وراء بكاء طفلهم. في هذا المقال، نستعرض الأسباب المحتملة لهذه الظاهرة.

استيقاظ الطفل المفاجئ من النوم مع بكاء شديد

غالباً ما يستيقظ الأطفال من نومهم مع بكاء مفاجئ وشديد، مما يشعرهم بالانزعاج وعدم الراحة، وقد لا يعرف الأبوين السبب وراء بكاء طفلهم. قد يكون هذا البكاء ناتجًا عن حالات نفسية مثل كوابيس أو أصوات مرتفعة تعكر صفو نومهم، أو حتى آلام جسدية مثل المغص أو أي التهاب في أجزاء من جسمهم. لذا، يُعتبر من الضروري البحث عن سبب بكاء الطفل، كونه لا يمتلك وسيلة غير ذلك للتعبير عن معاناته.

قد يكون الوضع بسيطاً أو يتطلب اهتماماً أكثر جدية، مثل استشارة طبيب، خاصة في حالات مثل الحمى أو الالتهابات بالأذن أو الحنجرة، التي تستوجب التدخل الفوري.

أسباب بكاء الطفل بشكل مفاجئ أثناء النوم

تتعدد أسباب بكاء الطفل، فقد يستمر البكاء لفترات طويلة تصل إلى أسبوعين أو ثلاثة شهور، أو قد يظهر ويختفي. يمكن أن نرى أن الطفل لا يتوقف عن البكاء حتى عند محاولة تهدئته. في بعض الحالات، يمكن أن يكون الألم شديداً، مما يؤدي إلى بكاء مستمر لساعات، خاصة خلال الليل. ومن أبرز الأسباب التي تؤدي إلى ذلك:

  • الكوابيس: يُعتبر الخوف أثناء النوم أو “الذعر الليلي” من أسباب البكاء، حيث يُخلط الكثيرون بينه وبين الكوابيس.
    • فالذعر الليلي يتمثل في أفكار مزعجة قد تزعج الطفل أثناء نومه دون إيقاظه.
    • يحدث الذعر الليلي عادةً في الثلث الأول من الليل، وعند استيقاظ الطفل، ينسى ما حدث.
    • بينما الكوابيس تحدث في النصف الثاني من الليل، مما يؤدي إلى استيقاظ الطفل مع شعور بالخوف، وعادةً ما يتذكر الطفل أحلامه وقد يظل متوتراً لعدة أيام.
  • الجوع: يُعتبر الجوع من أكثر الأسباب شيوعاً، حيث يؤدي شعور الطفل بالجوع إلى استيقاظه فجأة وهو يبكي. يمكن تفادي ذلك من خلال وضع جدول غذائي مناسب للطفل، يضمن شعوره بالشبع قبل النوم.
  • الألم: قد يشعر الطفل بألم يجعله يبكي، وقد يكون هذا ناتجًا عن مشاكل هضمية أو شعور بالانتفاخ، مما قد يؤدي إلى ذعر ليلي.
  • الخوف: يشعر الأطفال أحيانًا بالخوف من الظلام أو الهدوء في الغرفة، مما قد يدفعهم للاستيقاظ فجأة والبكاء.
  • تفريق الطفل عن والديه: عندما يُنقل الطفل للنوم في غرفة منفصلة، قد يشعر بالخوف والقلق لابتعاده عن والديه، مما يسبب اضطرابات في النوم.

طرق التحكم في بكاء الطفل أثناء النوم

لتخفيف بكاء الطفل بعد استيقاظه من النوم، يمكن اتباع بعض الإرشادات التالية:

  • يجب احتضان الطفل لتهدئته وتخفيف شعوره بالخوف، مما يمنحه شعوراً بالأمان.
  • عند استيقاظ الطفل بعد بكاءه، يُفضل الاستماع له أثناء حديثه عن حلمه لتحسين حالته النفسية.
  • توفير إضاءة خافتة في الغرفة يمكن أن يساعد على تقليل بكاء الطفل ليلاً، مما يجعله يشعر براحة أكبر.
  • يعتبر قراءة قصة للطفل أو تقديم الحب والدعم إحدى وسائل تحسين حالته وتخفيف أزماته النفسية.
  • في حالة عدم استجابة الطفل للطرق السابقة، ينبغي استشارة طبيب مختص.

مقدار النوم الذي يحتاجه طفلك حسب عمره

يحتاج الأطفال الرضع من سن 4 إلى 12 شهراً حوالي 12-16 ساعة من النوم يوميًا، بينما يحتاج الأطفال من سن سنة إلى سنتين إلى 11-14 ساعة من النوم. يجب تشجيع الطفل على النوم مبكرًا لتوفير الوقت الكافي للاسترخاء، وينبغي وضع روتين نوم بسيط.

يمكن وضع الطفل في السرير في وقت محدد وإطفاء الأنوار، ثم الجلوس بجانبه لهدهدته أو قراءة قصة له. يمكن للأم أيضًا النوم بجانبه لفترة لتوفير شعور بالأمان.

يجب الحرص على أن يحصل الطفل على قيلولة خلال النهار وتحضير الغرفة لتكون ملائمة لنوم عميق.

دور النظافة في تحسين جودة النوم

تعتبر نظافة الطفل من العوامل الأساسية لتحسين جودة النوم، لذا يجب تقديم حمام دافئ له قبل النوم لتهيئته للنوم. كما يجب الحرص على تغيير الحفاضة، حيث إن الإهمال في النظافة قد يؤدي إلى طفح جلدي أو تهيجات قد تسبب استيقاظه ليلاً. يساعد الحمام الدافئ أيضًا على تهدئته.

يجب ضبط درجة حرارة الماء المناسبة بين 37 و38 درجة مئوية، لتكون دافئة ومريحة للطفل. تجنب تغييرات مفاجئة في حرارة الغرفة، والتي قد تجعل الطفل يشعر بالبرد ويستيقظ باكياً.

قد يحتاج الطفل أيضًا للرضاعة الطبيعية لاستعادة طاقته ودفئه.

نصائح طبية لنوم صحي للأطفال

إليك بعض النصائح الطبية للمساعدة على تحسين جودة نوم الأطفال، وهي إجراءات بسيطة يمكن للأم اتباعها بسهولة:

  • حاول النوم مبكرًا حتى يحظى الطفل بوقت كافٍ للنوم قبل بقية أفراد المنزل.
  • تحديد وقت دوام استيقاظ الطفل لضمان تنظيم نومه.
    • يمكن ضبط المنبه لمساعدتك في تحقيق ذلك.
  • توفير هواء نقي في الغرفة يسمح للطفل بالتنفس بشكل مناسب.
    • تجنب التدخين وتهوية الأماكن المغلقة لضمان تجديد هواء الغرفة.
  • يجب تهوية فراش الطفل وتعريضه لأشعة الشمس بانتظام.
    • لقتل الجراثيم والفيروسات التي قد تتجمع في الفراش، وتجنب إصابات الفطريات والتسلخات.
Published
Categorized as صحة الطفل