اختلافات بين الرؤيا والأحلام

فئات المنامات والاختلافات بينها

تتميز المنامات التي يشاهدها الفرد أثناء النوم بوجود نوعين رئيسيين؛ الأول هو الرؤيا والثاني هو الحلم. لكل منهما اختلافات واضحة تتعلق بعدة جوانب، وسنتناول الفرق بينهما من خلال تعريف كل نوع وبيان علاماتهما البارزة على النحو التالي:

النوع الأول: الرؤيا

سنتناول في هذا القسم تعريف الرؤيا وخصائصها المميزة من خلال النقاط التالية:

  • مصدر الرؤيا

الرؤيا مصدرها من الله سبحانه وتعالى، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الرُّؤْيا مِنَ اللَّهِ).

  • الرؤيا جزء من أنواع النبوة الستة والأربعين

كما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الرُّؤْيا الصَّالِحَةُ جُزْءٌ مِن سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ).

  • خصائص الرؤيا

تتمتع الرؤيا الصادقة بطابع الحق والوضوح، فهي تحدث بإرادة الله وفي الوقت المناسب الذي يحدده. كما أن الرؤيا تكون ذات طابع إيجابي تسعد الرائي وتبعث في نفسه اطمئناناً، وغالباً ما تُسمى بالصادقة والصالحة.

  • هدف الرؤيا

تهدف الرؤيا إلى تقديم الأخبار السعيدة وتقوية النفس، أو قد تأتي كتحذير وتنبيه للرائي بشأن أمر معين. ولهذا السبب، يمكن أن تكون الرؤيا مبشّرة أو تحذيرية.

  • وضوح التفاصيل فيها

الرؤيا تتميز بوضوح الأحداث والتفاصيل، مما يجعل الرائي قادراً على تذكرها لفترة طويلة، حيث يشعر وكأنها حدثت في الواقع من شدة وضوحها.

  • تأثير صدق وتقوى الرائي

غالباً ما يتعلق صدق الرؤيا بمدى تقوى الرائي وصدقه، فإن الأشخاص الأكثر صدقاً في حديثهم وافعالهم هم الأكثر صدقاً في الرؤيا، كما ورد في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا اقْتَرَبَ الزَّمانُ لَمْ تَكَدْ رُؤْيا المُسْلِمِ تَكْذِبُ، وأَصْدَقُكُمْ رُؤْيا أصْدَقُكُمْ حَدِيثًا).

النوع الثاني: الحلم

سنتناول فيما يلي تعريف الحلم وخصائصه وعلاماته لتمييزه عن الرؤيا، وذلك على النحو التالي:

  • مصدر الحلم

الحلم مصدره من الشيطان، كما ورد في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الحُلْمُ مِنَ الشَّيْطانِ).

  • الهدف من الأحلام المزعجة

عادة ما تكون الأحلام المزعجة ناتجة من الشيطان بهدف إلحاق الحزن بالخاطر وبث الخوف في القلوب، وغالباً ما تتضمن أموراً تتعارض مع رغبات الرائي.

  • عدم وضوح أحداث الحلم

تظهر أحداث الحلم غالباً بأنها مشوشة وغير منطقية، ما يؤدي إلى نسيان الرائي لحلمه أو تذكر جزء منه فقط لعدم وضوح ما شاهده خلال نومه.

  • تأثير حديث النفس على الحلم

في بعض الأحيان، يمكن أن يكون الحلم نتيجة لتفكير الرائي وتفاعل عقله مع ما يشغله، مما يجعل ما يراه حلماً بدلاً من الرؤيا، كما ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (الرُّؤيا ثَلاثٌ، فَرؤيا حقٌّ، ورُؤيا يحدِّثُ الرَّجلُ بِها نفسَهُ، ورؤيا تحزين منَ الشَّيطان).

آداب التعامل مع الرؤى والأحلام

حثّ النبي صلى الله عليه وسلم على مراعاة عدد من الآداب عند التعامل مع الرؤى والأحلام، وتوضيحها يمكن أن يتم على الشكل التالي:

  • آداب التعامل مع الرؤيا: قال صلى الله عليه وسلم: (إذا رَأَى أحَدُكُمْ رُؤْيا يُحِبُّها، فإنَّما هي مِنَ اللَّهِ، فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ عليها ولْيُحَدِّثْ بها)، ولذلك يمكن تلخيص الآداب في النحو التالي:
    • شكر الله وحمده.
    • التفاؤل والاستبشار بما هو خير.
    • مشاركة الرؤيا مع الأشخاص الذين يثق بهم.
    • إذا أراد الرائي تفسيرها، فعليه استشارة أهل العلم والاختصاص الموثوقين، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الرُّؤيا على رِجْلِ طائرٍ ما لم تُعبَرْ، فإذا عُبِرَتْ وقَعَتْ، ولا يقُصُّها إلَّا على وَادٍّ، أو ذي رأيٍ).
  • آداب التعامل مع الأحلام: قال صلى الله عليه وسلم: (إذَا رَأَى ما يَكْرَهُ فَلْيَتَعَوَّذْ باللَّهِ مِن شَرِّهَا، ومِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ، ولْيَتْفِلْ ثَلَاثًا، ولَا يُحَدِّثْ بهَا أحَدًا؛ فإنَّهَا لَنْ تَضُرَّهُ)، وبذلك تلخص الآداب في التالي:
    • الاستعاذة بالله من شر الحلم وشر الشيطان.
    • عدم إخبار أي شخص عن الحلم.
    • التفل على الجانب الأيسر والنوم على الجانب الآخر.