ابن البيطار: عالم الأحياء والنباتات في التاريخ العربي

ابن البيطار: عالم الأدوية والنباتات

ابن البيطار، هو أبومحمد ضياء الدين عبد الله بن أحمد المالقي، وسُمي بهذا الاسم نسبةً إلى مدينة مالقة التي وُلِد فيها بالأندلس في أواخر القرن السادس الهجري. حصل على لقب “ابن البيطار” نظراً لمهنة والده الذي كان بيطرياً بارعاً. قضى ابن البيطار وقتاً طويلاً في الغابة القريبة من قريته، حيث كان يُحب الطبيعة ويستمتع بمراقبة التنوع الحيواني والنباتي، مما جعل هذه الغابة بمثابة مدرسته الأولى. ومع تقدمه في العمر، درس على يد العالم الإشبلي أبي العباس أحمد بن محمد بن فرج، المتخصص في علم النباتات، إلا أن ابن البيطار أظهر براعةً وطموحاً تفوّقا بهما على معلمه.

البحث والاكتشافات

انطلق ابن البيطار في مسيرته المهنية من إسبانيا، ثم قام برحلة استكشافية على ساحل شمال إفريقيا في عام 1219م. خلال هذه الفترة، جمع كمية هائلة من الأعشاب والنباتات الطبية، واستمر في دراسته وعمله في هذا المجال حتى أصبح في عام 1224م معالج الأعشاب للكامل، حاكم مصر. وسمحت له هذه المنصب بجمع مجموعة متنوعة من النباتات عندما استولى على سوريا بعد ثلاث سنوات. ألف ابن البيطار كتاباً بعنوان “الجامع لمفردات الأدوية والأغذية” الذي تم استخدامه على نطاق واسع حتى أواخر القرن الثامن عشر، حيث احتوى الكتاب على نحو 1400 نبتة طبية، بينها أكثر من 200 نوع لم يُحدد من قبل.

إسهامات ابن البيطار الأدبية

توفي ابن البيطار في عام 646 للهجرة في مدينة دمشق، وترك وراءه إرثاً من المؤلفات القيمة، وأبرزها “الجامع لمفردات الأدوية والأغذية”، المعروف بمُفردات. يتناول هذا الكتاب العديد من العلاجات المستمدة من الطبيعة. بالإضافة إلى ذلك، وضع كتاب “المغني في الأدوية المفردة”، الذي شرح فيه تشريح أعضاء الجسم وطريقة معالجتها والأدوية المناسبة لذلك. كما ترك مجموعة من المؤلفات المفيدة للبشرية مثل “الأفعال الغريبة والخواص العجيبة” و”الإبانة والإعلام عن ما في المنهاج من الخلل والأوهام”.

Published
Categorized as نباتات