ما هو تأثير المَنّ على الفقراء عند تقديم الزكاة لهم؟ في عصرنا الحالي، شهدنا تزايدًا غير مسبوق في ظاهرة المَنّ والأذى والرياء.
في الآونة الأخيرة، أصبح من الملاحظ أن بعض الأفراد يقومون بإعطاء صدقاتهم وزكاتهم تحت أنظار الكاميرات والهواتف الذكية، مما يسهم في انتشار هذه الظاهرة.
ما المقصود بالمَنّ والأذى؟
-
المَنّ يُشير إلى تذكير الفقير بالمعروف، حيث يذكر المعطي المُحتاج بأنه قدم له المساعدة في مناسبة سابقة، على سبيل المثال:
- ألا تتذكر أنني في اليوم الفلاني منحتك مبلغًا قدره كذا، وحدثت هذه الزيادة في النعم لديك.
-
أما الأذى فيعني أي تصرف يُسيء إلى الشخص، سواء كان ذلك بالكلام أو بالأفعال، مثل توجيه أسئلة غير مناسبة أو الانتقاص من مشاعره.
- (كمثال، تحقير الفقير بطريقة ما تساعد على جرح مشاعره).
- كما يُشير ابن عباس – رضي الله عنهما – إلى أن المَنّ يكون على الله – عز وجل – (سبحانه وتعالى عن ذلك علوًا كبيرًا)، بينما يكون الأذى مُتعلقًا بالمحتاج.
جزاء المَنّ على الفقير عند دفع الزكاة إليه وحكمه
إن مفهوم المَنّ والأذى والرياء من الأفعال المحرمة التي نهت عنها الشريعة الإسلامية.
- وقد أثنى الله – تعالى – في القرآن الكريم على الذين ينفقون أموالهم بإخلاص وإرادة طيبة وابتسامة تُعبر عن الحب والرحمة تجاه الفقراء.
-
ورد عَنْ أَبِي ذَرٍّ – رضي الله عنه – أنَّ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال:
- «ثَلاثَةٌ لا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ القِيَامَةِ: الْمَنَّانُ الَّذِي لا يُعْطِي شَيْئًا إِلَّا مَنَّ، وَالْمُنَفِّقُ سِلْعَتَهُ بِالْحَلِفِ الْفَاجِرِ، وَالْمُسْبِلُ إِزَارَهُ». [صحيح مسلم: 106].
ما الذي يتوجب على المؤمن عند دفع الزكاة والصدقات؟
- يجب علينا أن نتجنب الفخر والغرور والعجب والتنمر على إخواننا، لأننا جميعًا من تراب، وكلنا مُصيرنا إلى التراب.
-
كذلك يجب علينا أن نتحلى بالتواضع والاستقامة، وأن نأمل في الخير من الله – عز وجل، وهو – سبحانه وتعالى – القائل:
- «فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى» [النجم: 32].
-
وقد ورد عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال:
- «ما نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِن مالٍ، وما زادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلَّا عِزًّا، وما تَواضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ». [صحيح مسلم: 2588].