الدهون
يُعتبر اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن أمرًا أساسيًا للحفاظ على صحة الجسم والوصول إلى وزن مثالي. يشمل ذلك تناول كميات كافية من السوائل يوميًا والاهتمام بتناول الكمية المناسبة من الأنواع الصحية من مختلف المجموعات الغذائية مثل الخضراوات، الفواكه، الكربوهيدرات، ومصادر البروتين مثل الألبان والبقوليات، بالإضافة إلى الدهون. من المهم التأكيد على أن الدهون لا يمكن تجاهلها، فهي جزء من المجموعات الغذائية الأساسية اللازمة للجسم، لذا ينبغي اختيار الأنواع الصحية منها وتناولها بشكل معتدل. أما الدهون غير الصحية فيجب تجنبها، حيث قد تؤدي إلى زيادة الوزن، ارتفاع مستوى الكوليسترول، خطر الإصابة بمرض السكري، وأمراض القلب والشرايين. وفيما يلي توضيح لأنواع الدهون:
- الدهون الصحية: تشمل الدهون غير المشبعة التي يمكن الحصول عليها من الأسماك والمصادر النباتية مثل الأفوكادو وزيت الزيتون، وتعتبر هذه الدهون مفيدة لصحة القلب وتساهم في تقليل مستوى الكوليسترول في الجسم.
- الدهون غير الصحية: تضم الدهون المشبعة والمتحولة مثل الزبدة، المارجرين، الأجبان، واللحوم الحمراء.
مراحل هضم الدهون وموقعها
تمر المواد الدهنية بعدة مراحل حتى يتم هضمها، بدءًا من الفم حتى الأمعاء الدقيقة. ويمكن توضيح هذه المراحل كما يلي:
- الفم: تبدأ عملية الهضم في الفم حيث يقوم الأسنان بتقطيع الطعام إلى قطع صغيرة تسهل هضمها، ويساعد اللعاب الذي يحتوي على إنزيمات في بدء مرحلة هضم الدهون.
- المريء: بعد بلع الطعام، تنقل سلسلة من الانقباضات الطعام إلى المعدة تسمى الحركة الدودية.
- المعدة: تقوم المعدة بإفراز الأحماض والإنزيمات التي تساعد في تحطيم الطعام، وبعد ذلك ينتقل إلى الأمعاء الدقيقة.
- الأمعاء الدقيقة: تُعتبر الموقع الرئيسي لهضم الدهون، حيث يفرز البنكرياس إنزيم اللايباز لمساعدتها، ويعمل الكبد على إنتاج العصارة الصفراوية التي تسهم أيضًا في هضم الدهون وبعض الفيتامينات.
ما بعد هضم الدهون
يختلف الوقت اللازم لإتمام عمليات هضم الدهون من شخص لآخر، وكذلك بين الرجال والنساء. وفقًا لبعض الأبحاث، يُقدّر الوقت اللازم لهضم الطعام والدهون، بدءًا من تناوله وحتى خروجه كفضلات بحوالي 40 ساعة. أما في حالة الرجال، فكان الوقت المستغرق لهضم الدهون حوالي 33 ساعة، بينما لدى النساء كان 47 ساعة. بمجرد انتهاء مراحل هضم الدهون، تنتقل إلى الجهاز الليمفاوي ثم إلى الدم لتستخدم كمصدر للطاقة أو تُخزّن في الجسم للاستخدام لاحقًا. عندما تمارس الرياضة أو عندما لا تتناول الطعام بصورة كافية، يعتمد الجسم على هذه الدهون المخزّنة كمصدر طاقة.
كيفية تحسين هضم الدهون
يعتقد البعض أن تجنب الدهون ضروري للحفاظ على صحة جيدة، لكن الحقيقة هي أن الدهون تعتبر عناصر غذائية أساسية لجسم الإنسان. ينبغي الحرص على إدخالها ضمن النظام الغذائي بكميات مناسبة واختيار الأنواع الصحية منها. تحتوي هذه الدهون على العديد من الفوائد مثل المساعدة على خسارة الوزن، تنظيم مستويات السكر في الدم، الحفاظ على التوازن الهرموني، تعزيز الذاكرة، وتحسين صحة الشعر والأظافر. ومع ذلك، قد يواجه بعض الأفراد مشاكل في هضم الدهون أو امتصاصها، مما يؤدي إلى أعراض مثل التعب، الانتفاخ، والغثيان بعد تناول الطعام. لذا، من الضروري مناقشة بعض الطرق والنصائح التي تساعد في تحسين هضم وامتصاص الدهون، وهي كالتالي:
- اختيار مصادر الدهون الصحية مثل الجوز، الأفوكادو، زيت الزيتون، وزيت جوز الهند، بالإضافة إلى الأسماك مثل التونة والسردين والسالمون. ويجب تجنب الدهون المشبعة مثل الأطعمة المقلية والدهون الحيوانية.
- زيادة حمض الهيدروكلوريك في النظام الغذائي: يساعد زيادة هذا الحمض على تحسين الهضم، ومن الأطعمة الغنية به الحمضيات مثل الليمون. يمكن أيضًا تناول المكملات الغذائية المحتوية على هذا الحمض بعد استشارة الطبيب.
- استهلاك البروبيوتيك: للحفاظ على توازن الأمعاء، ينبغي التأكد من وجود كمية مناسبة من البروبيوتيك، وهي البكتيريا النافعة التي تسهم في هضم الدهون. يمكن الحصول على البروبيوتيك من الألبان والكيفر، أو عبر المكملات الغذائية.
- تناول مكملات الإنزيمات الهاضمة: هذه المكملات تحتوي على مجموعة من الإنزيمات التي تدعم عملية هضم الدهون وغيرها من العناصر الغذائية.
- إضافة بعض الأطعمة المحفزة لهضم الدهون مثل الزنجبيل، الكركم، والفلفل الحار، حيث أظهرت الدراسات تأثيرها الإيجابي على إفراز العصارة الصفراوية اللازمة لعملية هضم الدهون.