أين تقع منطقة أوقيانوسيا الجغرافية؟

أوقيانوسيا

تُعتبر أوقيانوسيا (بالإنجليزية: Oceania) مصطلحًا يُستخدم للإشارة إلى مجموعة من الجزر الواقعة في منطقة المحيط الهادئ. تتضمن أوقيانوسيا تقريبًا 10,000 جزيرة، باستثناء كلٍّ من أستراليا ونيوزيلندا وبابوا غينيا الجديدة، وتبلغ مساحتها الإجمالية حوالي 317,700 ميل مربع (822,800 كم²). تُقسم أوقيانوسيا التقليدية إلى أربع مناطق رئيسية، وهي: بولينيزيا، وميكرونيزيا، وميلانيزيا، بالإضافة إلى أستراليا (بما في ذلك نيوزيلندا).

الموقع الجغرافي لأوقيانوسيا

تقع أوقيانوسيا فلكياً على امتداد 47 درجة من خطوط العرض، أي ما يعادل 5,000 كم من الشمال إلى الجنوب، و95 درجة في خطوط الطول، مما يقارب 10,000 كم ضمن حدود خط الاستواء. تمتد حدود أوقيانوسيا من الشمال إلى الجنوب بين مداري الجدي والسرطان. ومن الشرق، تطل على جوانب القارتين الأمريكيتين، في حين أن حدودها الغربية تعتبر غير واضحة بسبب تداخل الأرخبيلات الموجودة في البحار الهامشية للجهة الشرقية لقارة آسيا مع جزر أوقيانوسيا، وبالأخص في نطاق جزر إندونيسيا والفلبين واليابان. أما الحدود الفاصلة بين مناطق النفوذ والدول فهي محددة بخطوط وهمية تسير في مياه المحيط وغالبًا ما تتقاطع مع خطوط العرض والطول.

الجيغرافيا في أوقيانوسيا

تعتمد جغرافية أوقيانوسيا على مجموعة من الجزر التي تأثرت بالتضاريس الجغرافية لمنطقة المحيط الهادئ وخصائص الموقع الجغرافي ضمن النطاقات المداريّة والاستوائيّة، المميزة بمياهها الدافئة. تنقسم جزر أوقيانوسيا إلى مجموعتين رئيسيتين:

الجزر البركانية

تُعتبر الجزر البركانية الأكثر شيوعًا في أوقيانوسيا، ويُقدّر عددها بأكثر من 2,000 جزيرة، وهي تُعرف بالجزر العالية. تحتوي هذه الجزر على مجموعة من الحمم والانفجارات البركانية، ويعود ظهورها إلى الحقبة الجيولوجية الثالثة. ولا تزال هذه البراكين تثور من قاع المحيط، مما يؤدي إلى تكون مخاريط بركانية وظواهر جديدة على سطح المحيط.

تتميز الجزر البركانية بأقواس وخطوط تتماشى مع مجموعة من الشقوق في قاع المحيط الشرقي، وهي تضم العديد من الجزر مثل فونيكس وساموا، والتي تُعد قمة بركانية هائلة. في حين أن الجزر الواقعة في الجزء الغربي من أوقيانوسيا تتميز بتعقيدها في التكوين والنشأة، نظراً لوجود التواءات كبيرة في قاع المحيط تتكون من صخور نارية وأخرى رسوبية.

الجزر المرجانية

الجزر المرجانية تُعتبر مجموعة من الجزر المعروفة بالجزر الواطئة، إذ لا يتجاوز ارتفاعها عن سطح الماء 6 أمتار، وتشتهر بألوانها الفاتحة والبيضاء، مما يجعلها أشكالًا جغرافية فريدة من نوعها على مستوى العالم. يعود نشوء هذه الجزر إلى مستعمرات تتكون من الكائنات المرجانية والكلسية وبقايا الكائنات البحرية.

يمكن تقسيم هذه الجزر إلى ثلاثة أشكال تتناسب مع المراحل المختلفة لتغير مستوى سطح المياه سواء بالارتفاع أو الانخفاض مع مستوى ثابت، وهي كما يلي:

• الجزر اللاصقة: هي عبارة عن مستعمرات مرجانية تساهم في تشكيل شعاب ملتصقة مع البراكين، وعندما يرتفع مستوى المياه، تطفو هذه الشعاب لتظهر كجزر حول البركان.
• الجزر الحاجزة: هي الجزر الناتجة عن استمرار هبوط البراكين وارتفاع مستوى الماء، حيث تكون هذه الجزر ذاتها قد انفصلت بقممها عن البركان الأصلي نتيجة وجود قناة مائيّة.
• الجزر المرجانية الحلقيّة: تُعرف أيضًا بالأتول، وتتشكل هذه الجزر كرصف دائري أو بيضاوي، أو أي أشكال أخرى يتراوح قطرها بين عشرات الأمتار إلى عشرات الكيلومترات وقد تصل إلى 100 كم.

تاريخ أوقيانوسيا

ترتد أصول تاريخ أوقيانوسيا إلى آلاف السنين، حيث بدأ المستوطنون الأوائل في ولوج منطقة المحيط الهادئ عبر إندونيسيا، ومن ثم استقروا في جزر ميلانيزيا، مع ظهور مستوطنات في ميكرونيزيا ومعظم جزر بولينيزيا. في عام 1513، كان المستكشف الإسباني دي بالبوا هو الأول الذي يشاهد المناطق الشرقية للمحيط الهادئ، تلا ذلك رحلات المستكشف ماجلان في عام 1520 نحو الاتجاه الغربي في المحيط الهادئ، والتي أسفرت عن اكتشاف جزيرة غوام في عام 1521.

في نهاية القرن التاسع عشر، تنافست العديد من القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة، وإسبانيا، وبريطانيا، وألمانيا، وفرنسا من أجل تعزيز نفوذها على جزر المحيط الهادئ. عقب هزيمة إسبانيا في حربها مع الولايات المتحدة عام 1898، استحوذت الولايات المتحدة وألمانيا على الأراضي الإسبانية في ميكرونيزيا. لاحقًا، حصلت نيوزيلندا وأستراليا على استقلالهما عن بريطانيا، بينما تمكنت اليابان من السيطرة على الأراضي الألمانية في ميكرونيزيا بعد هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى. ومنذ عام 1962، حصلت العديد من الجزر في المحيط الهادئ على استقلالها من بريطانيا، بما في ذلك استقلال جزيرتي تونغا وفيجي في عام 1970، واستقلال جزر بينوفالو وسليمان الجنوبية في عام 1978، تلتها استقالة العديد من الجزر الأخرى.

دول وأقاليم أوقيانوسيا

تحتوي أوقيانوسيا على مجموعة متنوعة من الدول والأقاليم. الجدول التالي يقدم معلومات عنها: