تعتبر جزيرة رودس، الواقعة في قلب البحر الأبيض المتوسط، واحدة من المعالم اليونانية التي تتميز بجمالها وروعتها منذ العصور القديمة. تشتهر هذه الجزيرة بإشراقتها الشمسية الاستثنائية، مما يجعلها وجهة مفضلة للسياح والزوار الباحثين عن الاسترخاء وقضاء عطلة مميزة. تُحيط بهذه الجزيرة حكايات وأساطير متنوعة خلدها التاريخ، ومن أبرز معالمها تمثال أبولو رودس المشهور.
تتميز جزيرة رودس بموقعها الاستراتيجي قرب ساحل تركيا الجنوبي، حيث تقع بين قبرص وجزر اليونان. تُعتبر الجزيرة الشرقية الأبعد في بحر إيجة، إذ تفصلها عن الساحل الغربي للجمهورية التركية مسافة تقارب الثمانية عشر كيلومتراً. يقدر عدد سكانها بحوالي مئة وسبعة عشر ألف نسمة، ويمتاز ما يقارب الستين ألف منهم بالإقامة في مدينة رودس.
تُعد جزيرة رودس واحدة من أجمل الجزر في العالم، وتفردت بشهرتها التاريخية العريقة التي اكتسبتها على مر العصور. فقد شهدت الجزيرة أحداث صراعات ونزاعات نظراً لأهميتها الاستراتيجية، حيث كانت محط اهتمام العديد من الإمبراطوريات القديمة.
لا تقتصر شهرة جزيرة رودس على تاريخها فحسب، بل تتمتع أيضاً بجمال طبيعي فريد، إذ تحيط بها طبيعة خلابة وشواطئ ساحرة تجذب الزوار، مما يعطيها بريقاً خاصاً لا يُنسى.
تعود شهرة جزيرة رودس في الزمن القديم، حوالي عام 280 قبل الميلاد، إلى وجود تمثال برونزي ضخم يمثل فارساً، حيث كان يحمل في يده اليمنى قوساً ونشاباً، وفي اليد اليسرى مشعلاً. كان هذا التمثال يقف بضع قدميه بعيدتين، مما يسمح للسفن بالمرور بينهما. يُقدر ارتفاع قاعدته بحوالي خمسين متراً، وكان يحتوي في داخله على درج حلزوني. يُذكر أن سكان رودس كانوا يُشعلون النار في عيون التمثال لتوجيه السفن ليلاً. لكن للأسف، دُمّر التمثال في عام 248 قبل الميلاد جراء زلزال كبير، وتم بيع قطعته المدمرة كقطع أثرية أو كمعدن ثمين لاحقاً.
تتميز جزيرة رودس بالعديد من المعالم السياحية البارزة، تأتي في مقدمتها خليج القديس بولس، بالإضافة إلى قرية ليندوس وكنيسة باناجيا الموجودة بها. ولا يمكن إغفال المدينة القديمة في رودس وما تحتويه من جمال، وكذلك الحديقة المائية ووادي الفراشات. بالإضافة إلى موقع أكروبولس في قرية ليندوس وقلعة مونوليثوس الأثرية، هناك أيضا العديد من وجهات السياحة الأخرى مثل شاطئ تسامبيكا ومنتجع كاليثيا.
أحدث التعليقات