الكثير من الناس يتساءلون عن أول مسجد بني في الإسلام وتاريخ تأسيسه. يقع أول مسجد في الإسلام في المملكة العربية السعودية، وهو يعُد مكان عبادة خاص بالمسلمين، حيث يتوجهون إليه لأداء الصلوات المفروضة التي فرضها الله تعالى.
تتعدد مسميات المسجد، مثل دار العبادة أو المسجد أو الجامع، ويُطلق عليه اسم “جامع” لأنه يُصلى فيه جماعة.
الأول في تاريخ المساجد
إن أول مسجد في الإسلام هو مسجد قباء، الذي تم تأسيسه على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما هاجر إلى المدينة المنورة. يُذكر أن هذا المسجد يتمتع بأهمية دينية وتاريخية كبيرة.
كونه أول مسجد مُنشيء للمسلمين، واجه المسجد العديد من عمليات التجديد والتوسيع، مما أدى إلى تغيير شكله مقارنة بالشكل الذي بُني به في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
شمل التوسيع والتطوير عدد من الخلفاء، مثل الصحابي الجليل عثمان بن عفان وعمر بن عبد العزيز رضي الله عنهما، حيث تم تحسين وتجديد المسجد الذي تبلغ مساحته حوالى 13,500 متر مربع.
قصة إنشاء مسجد قباء
يتميز مسجد قباء بموقعه الجغرافي، حيث يقع على بعد بضعة كيلومترات من المسجد النبوي، وتحديدًا في جنوب غرب المدينة المنورة. وفقًا لمصادر السيرة النبوية، بدأت قصة بناء المسجد عندما تعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم للأذى في مكة وهاجر إلى المدينة المنورة.
اختار الرسول الكريم هذا الموقع لبناء المسجد، وقد كان بالقرب من بئر الصحابي أَبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه. أثناء البناء، قام النبي صلى الله عليه وسلم بوضع الحجر الأول، تبعه أبو بكر الصديق بوضع الحجر الثاني، وعمر بن الخطاب أضاف الحجر الثالث، وكان الناس يشاركونهم البهـجة في إنشاء المسجد حتى اكتمل بناؤه.
تميز مسجد قباء بكونه أول معبد للمسلمين، وأصبح النبي يمارس الصلاة فيه كل يوم سبت، وما زالت هذه العادة قائمة بين سكان المدينة.
هل ذُكر مسجد قباء في سورة التوبة؟
قال الله تعالى: “لمسجد أُسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه رجال يُحبون أن يتطهروا والله يُحب المتطهرين”. وقد جاء الاختلاف بين الفقهاء حول المسجد المشار إليه في هذه الآية.
رأى البعض أن المقصود هو مسجد قباء نظرًا لأنه الأول في الإسلام. بينما اعتقد آخرون أن المعني هو المسجد النبوي، مستندين إلى قول ابن عمر رضي الله عنه حول أن المسجد الذي أُسس على التقوى هو مسجد المدينة. ولكنه قال أيضاً إن الآية نزلت في أهل قباء.
سبب تسمية مسجد قباء
يتواجد مسجد قباء في جنوب غرب المدينة المنورة، حيث يبعد حوالي 4.5 إلى 5 كيلومترات عن المسجد النبوي الشريف. سُمّي المسجد بهذا الاسم نسبة إلى بئر قباء الموجود فيه.
غالبًا ما يحدث لبس بين مسجد قباء والمسجد النبوي، لكن الفارق هو أن مسجد قباء هو الأول الذي تلقى البناء قبل أن ينتقل الرسول لبناء المسجد النبوي، الذي يقع داخل المدينة بينما مسجد قباء يقع خارجها بمسافة خمسة كيلومترات.
تبلغ مساحة مسجد قباء 13,500 متر مربع في حين أن المسجد النبوي يشغل مساحة 399,483 متر مربع. وللصلاة في المسجد النبوي قيمة عظيمة تُقارن بألف صلاة في سواه، بينما لا توجد معلومات مشابهة بشأن مسجد قباء.
فضل الصلاة في مسجد قباء
الصلاة في مسجد قباء تعتبر ذات فضل عظيم، حيث تشمل الأحاديث النبوية أن الصلاة في هذا المسجد تُعادل أجر عمرة. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: “من تطهر في بيته، ثم أتى مسجد قباء فصلى فيه صلاة، كان له كأجر عمرة”.
ويقول سعد بن أبي وقاص أن النبي صرح بأن “صلة الركعتين في مسجد قباء أفضل لي من الذهاب لبيت المقدس مرتين”، مما يظهر أهمية المسجد في تاريخ الإسلام.
آداب زيارة المساجد
عند زيارة المساجد أو الذهاب للصلاة، ينبغي على المسلم الالتزام بمجموعة من الآداب التي أشار إليها الفقهاء. تشمل هذه الآداب:
- ضرورة أن تكون الملابس نظيفة وتتمتع برائحة جميلة.
- عدم الذهاب بالمظهر غير اللائق مثل ملابس النوم أو العمل.
- استخدام السواك قبل دخول المسجد.
- قال الله تعالى: “يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين”.
- تجنب تناول الثوم أو البصل قبل الذهاب إلى المسجد بسبب رائحتهما المزعجة.
- المشي نحو المسجد، فكل خطوة تؤدي إلى رفع الدرجات ومحو السيئات.
- الذهاب مبكرًا للصلاة والتمتع بالخُشوع.
- ذكر الأذكار عند الدخول، مثل “اللهم اجعل في قلبي نورًا…”
- يستحب ترديد كلمات المؤذن والقيام بالدعاء بعد الأذان.
- من المستحب التكبير والتسبيح أثناء التواجد في المسجد.
- صلاة تحية المسجد عند الدخول تكون بركعتين.
- لا ينبغي ممارسة البيع والشراء داخل المسجد.
- لا يستحب الخروج من المسجد بعد الأذان دون الصلاة إلا لسبب طارئ.
دعاء دخول المسجد
عند دخول المسجد، يُنظر في العديد من الأدعية، منها:
- الصلاة على النبي ثم قول: اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم.
- القول: اللهم افتح لي أبواب رحمتك واغفر لي ذنوبي.
- اللهم أجرني من الشيطان الرجيم.
- اللهم إني أعوذ بوجهك الكريم من الشيطان الرجيم.
- اللهم حببنا في المساجد وعلق قلوبنا بها، وثبتني على دينك.
مضاعفة أجر الصلاة في مسجد قباء
- يؤكد الحديث الشريف الذي رواه البخاري ومسلم: “صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام”. مما يُشير إلى أجر الصلاة في المسجد النبوي، إلا أنه يُبرز أيضًا فضل الصلاة في مسجد قباء.
- وتشير الأحاديث إلى أن من تطهر في بيته ثم توجه إلى مسجد قباء فصلى فيه، كسب أجر عمرة، مما يبرز أهمية هذا المسجد.
مساحة مسجد قباء
- المساحة الحالية: يعتبر مسجد قباء من أقدم المساجد، ويمتد بمساحة تصل إلى حوالي 30,000 متر مربع، وقد خضع لعدة تجديدات وتوسعات عبر السنوات.
- التوسع والتجديد: شهد المسجد مراحل متعددة من التوسع، حيث تم تحديثه لتلبية احتياجات المصلين وزواره.
الفرق بين مسجد قباء والمسجد النبوي
- الموقع والتاريخ:
- مسجد قباء: يقع في ضاحية قباء على بعد 5 كيلومترات تقريبًا من المسجد النبوي، وهو يعد أول مسجد بُني في الإسلام.
- المسجد النبوي: يقع في مركز المدينة المنورة ويعُد ثاني أقدس المساجد في الإسلام.
- الفضل والأجر:
- مسجد قباء: الصلاة فيه تعادل أجر العمرة، وهو من المواقع المباركة.
- المسجد النبوي: أجر الصلاة فيه عظيم كما ذُكر في الأحاديث النبوية.
- الحجم والتوسعات:
- مسجد قباء: أصغر من المسجد النبوي وقد أُجري عليه عدة تغييرات.
- المسجد النبوي: من أكبر المساجد في العالم وقد خضع لعديد من التوسيعات.
- الوظيفة الدينية والتاريخية:
- مسجد قباء: له مكانة تاريخية كونه أول مسجد مُنشأ في الإسلام.
- المسجد النبوي: له أهميته الخاصة كونه يحتوي على قبر النبي، ومركز رئيسي للعبادة والتعلم.