أول شخص يتولى منصب الأمين العام للجامعة العربية

يتم طرح تساؤلات عديدة حول الشخصيات التي تتولى القيادة في المنظمات والمؤسسات الدولية البارزة، ومن بين هذه الشخصيات، نسلط الضوء على عبد الرحمن عزام باشا، أول أمين عام لجامعة الدول العربية، ونستعرض بعض الجوانب المتعلقة بشخصيته ودوره التاريخي.

أول أمين عام لجامعة الدول العربية

  • يعتبر عبد الرحمن عزام حاجي، المعروف بلقب “أبو جامعة الدول العربية” أو “جيفارا العرب”، هو أول أمين عام للجامعة العربية. هذا اللقب يعكس مكانته وتأثيره في تشكيل مفهوم الجامعة وتطويرها.
  • عند ذكر اسم عبد الرحمن عزام، يرتبط بصورة مباشرة بفكرة الجامعة العربية وما قدمه من إنجازات خلال فترة قيادته.

نشأة عبد الرحمن عزام

  • وُلد عبد الرحمن عزام في 8 مارس 1893، في مركز العياط بمحافظة الجيزة، وكان ينتمي إلى أسرة عربية عريقة تعود أصولها إلى جزيرة العرب.
  • والده هو الشيخ حسن بك عزام، أحد الشخصيات البارزة في الجيزة، وكان عضوًا في جمعية شورى القوانين، أول المجالس التشريعية المصرية.
  • يعود تاريخ عائلته إلى فترة ما قبل الحياة النيابية في مصر التي بدأت عام 1923، حيث نُفي جده الشيخ سالم بك عزام إلى السودان خلال الاحتلال البريطاني، وتوفي ودفن هناك.
  • تلقى عبد الرحمن تعليمه الثانوي في حلوان، ثم واصل دراسته في كلية الطب بجامعة سان توماس بلندن عام 1912.
  • عُين أمينًا عامًا للجامعة العربية عند تأسيسها في 22 مارس 1945.

لقب “جيفارا العرب”

  • نال عبد الرحمن عزام لقب “جيفارا العرب” لارتباطه بالعديد من الحروب، إذ خدم في صفوف الجيش العثماني وشارك في الصراع مع روسيا، بالإضافة إلى تقديم الدعم لأحمد الشريف السنوسي في مقاومة الاحتلال الإنجليزي.
  • كما كان له دور في مواجهة الاستعمار الفرنسي وشارك في استعادة الواحات المصرية مع محمد صالح حرب والسيد أحمد الشريف.

الحياة السياسية والقضية الفلسطينية

  • برز عبد الرحمن عزام في المجال السياسي كمدافع عن القضية الفلسطينية، حيث عمل كصحفي وكتب العديد من المقالات حول حقوق الفلسطينيين في العشرينيات.
  • استعرض موقف العالم الإسلامي تجاه القضية الفلسطينية وكشف عن الأطماع الاستعمارية اليهودية.
  • شارك في المؤتمر الإسلامي الذي عُقد في القدس عام 1931، حيث عُرف بموقفه المناهض للاحتلال البريطاني، مما أدى إلى اعتقاله وترحيله إلى الحدود المصرية.
  • وفي عام 1939، مثل مصر في مؤتمر الدائرة المستديرة بلندن وتم اختياره مستشارًا من قبل الوفود العربية، وسعى لوضع فلسطين في صلب ميثاق الجامعة العربية.

خطاب الأمين العام في مؤتمر فلسطين

  • في عام 1946، ألقيت كلمة لعبد الرحمن عزام في مؤتمر فلسطين بلندن، حيث أعرب عن أسفه لعدم وجود مندوب فلسطيني لتمثيل حقوقهم.
  • عبّر عن استعداده لإدلاء برأيه حول وجهة نظر اليهود بعد إتاحة الفرصة لهم، منتقدًا موقف البريطانيين الذين كانوا يهدفون إلى تقديم وجهة نظر اليهود فقط.
  • أوضح رفض الفلسطينيين للمشاريع التي تم اقتراحها لتقسيم الأرض، مشدداً على أنهم لن يقبلوا بتفتيت بلدهم أو دخول أي عدد من اليهود.
  • رد على تساؤل حول اختيار الرئيس الأمريكي ترومان تلقي مئة ألف يهودي، مشيراً إلى أن ذلك قد يشجع على قبول العرب لتجزئة أرضهم.
  • أكد ضرورة وقف دخول الجنود اليهود المدربين إلى فلسطين، وأن هذه المشاريع تهدف لأغراض سياسية وليس من أجل مصلحة البلاد.

استقالة أول أمين عام للجامعة العربية

  • لعب عبد الرحمن عزام دورًا بارزًا في حل النزاع بين الملك عبد العزيز آل سعود والملك فاروق.
  • استقال من منصبه في الجامعة العربية على خلفية تقرير أساء لدولة السعودية خلال مؤتمر الخرطوم عام 1968.
  • أثارت استقالته استياء الملك فيصل، خاصة وأنه كانت تربطه صلة قربى به، مما زاد من تدهور العلاقة.
  • تسببت استقالته في أزمة داخل الجامعة، وأثرت على تدشين الحفل الذي نظمه ماهر باشا تكريمًا للملك فيصل.
  • على الرغم من محاولات جمال عبد الناصر لإقناعه بالعودة، إلا أنه رفض العرض.
  • تجدر الإشارة إلى الخلاف الذي وقع بين عبد الرحمن عزام ونوري السعيد وزير خارجية العراق داخل الجامعة.

وفاة عبد الرحمن عزام

توفي عبد الرحمن عزام في 2 يونيو 1976 عن عمر يناهز 81 عامًا، وتمت مراسم دفنه في مسجد عزام بحلوان.

مهام الأمين العام لجامعة الدول العربية

  • تتمثل مهام الأمين العام في متابعة تنفيذ القرارات الصادرة عن مجلس الجامعة ولجانها المختلفة، بالإضافة إلى تنظيم مواعيد اجتماعات المجلس.
  • يشمل عمله رفع نتائج الاجتماعات وإدارة شؤون السكرتارية وإعداد ميزانية الجامعة.
  • عند الحديث عن الجامعة العربية، يجب أن نستذكر عبد الرحمن عزام الذي شغل منصب الأمين العام الأول منذ إنشائها في عام 1945.