يُشرع التكبير بمناسبة عيد الأضحى ابتداءً من أول أيام شهر ذي الحجة وحتى آخر يوم من أيام التشريق، الذي يمتد حتى اليوم الثالث عشر من الشهر. قال الله تعالى: (لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ)، حيث تشير الأيام العشر إلى هذه الفترة. كما أشار الله سبحانه وتعالى إلى أيام التشريق بقوله: (وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ). وقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه وابنه يكبّران في أيام منى سواء في المسجد أو في الخيمة.
ورد في الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه كانوا يكبرون عقب الصلوات الخمس، بدءاً من صلاة الفجر في يوم عرفة وحتى عصر اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة. وإذا كان المسلم من الحجيج، فإنه يبدأ بالتلبية من حين إحرامه وحتى رمي جمرة العقبة في يوم النحر، وبعدها يبدأ التكبير بدءًا من أول حصاة في رمي الجمرات.
ومن السنة التكبير لغير الحاج من صلاة فجر يوم عرفة حتى عصر اليوم الأخير من أيام التشريق. أما بالنسبة لعيد الفطر، فإنّ التكبير يبدأ من غروب شمس آخر يوم من رمضان، ويستمر حتى يُكبر الإمام للصلاة. كما يجوز التكبير بعد الصلوات الخمس خلال أيام عيد الفطر من شهر شوال.
تنقسم أنواع التكبير إلى ما يلي:
ويقصد به التكبير الذي يُقال عقب الصلوات، وهو خاص بعيد الأضحى، حيث يبدأ من صباح يوم عرفة وحتى عصر آخر يوم في أيام التشريق.
وهو التكبير الذي يُقال من لحظة رؤية هلال شهر ذي الحجة، وينتهي في أواخر أيام التشريق، ويمكن أداؤه في أي وقت وأي مكان، سواء في الأسواق أو البيوت أو المساجد وما إلى ذلك.
وهو التكبير المُمارس في عيد الفطر، حيث يبدأ من غروب الشمس في ليلة العيد وحتى خروج الإمام للصلاة، مما يعني أن التكبير في عيد الأضحى نوعان: مُقيَّد ومُطلق، بينما التكبير في عيد الفطر غير مُقيَّد وهو من السنة المؤكدة.
وصفة التكبير يمكن أن تكون كالتالي: يقول المسلم: “الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد”. وقد ذكر الشافعي كيفية التكبير، حيث يجب على المسلم أن يُكبر ثلاث مرات مرتبًا، ثم يُضيف ما شاء من التكبير.
وحث الله تعالى على ذكره في أيام التشريق بقوله: (وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ). ولم يُحدد في القرآن الكريم أو السنة عدد تكبيرات الأعياد، مما يتيح للمسلم التكبير كما يشاء وبالقدر الذي يرغب فيه.
أقسم الله تعالى بالأيام العشر في القرآن الكريم، بقوله: (وَلَيَالٍ عَشْرٍ)، مما يدل على عظمة وأهمية هذه الأيام. فالقسم بشيء يدل على أهميته، والعمل فيها محبوب إلى الله تعالى، ومن أبرز تلك الأعمال التكبير والتهليل.
أحدث التعليقات