أغلى العملات القديمة في العالم

تم بيع عملة “إديس مارس” بسعر قياسي، حيث أصبحت أغلى عملة ذهبية قديمة تم تداولها إعلانياً على الإطلاق، وذلك في نهاية أكتوبر 2020، وبلغت قيمتها أكثر من 4.1 مليون دولار أمريكي. وقد تم الاعتراف بهذه العملة وتصنيفها من قبل شركة “Numismatic Guaranty Corporation (NGC)”، وهي واحدة من الشركات الرائدة في تصنيف العملات.

تعتبر هذه العملة من العملات النادرة وهي مصنوعة من الذهب، وتمتاز بتفاصيلها الفريدة التي ترتبط بتاريخ الرومان بشكل مثير.

علاقة العملة بالقائد بروتوس

تُعد عملة “إديس مارس” واحدة من أندر العملات الذهبية، حيث يُعتقد أنه لا يوجد منها سوى ثلاث عملات حالياً، مما يجعلها جذابة بشكل استثنائي. علاوة على ذلك، كانت هذه العملة ذات أهمية خاصة في العصور القديمة.

تشتهر “إديس مارس” بأنها العملة الذهبية الرئيسية للإمبراطورية الرومانية، وقد أُشهرها القائد الروماني بروتوس الذي عُرف باغتياله ليوليوس قيصر، حيث تم تصميم العملة لتتناسب مع هذه القصة الدرامية.

قيمة الذهب في العملة

تزن كل عملة ذهبية من “إديس مارس” 8 جرامات، وهي بحجم قريب من عملة النيكل الحديثة، ولذلك فهي تشبه إلى حد كبير العملات الذهبية القياسية التي كانت متداولة في القرن التاسع عشر مثل العملات الذهبية البريطانية، الأوروبية من فئة 20 فرنك، والأمريكية بنصف النسر.

إن تصنيع هذه العملة من الذهب منحها قيمتها الحالية بعد أكثر من 2000 عام من إنتاجها، مما يُظهر القوة الشرائية للذهب عبر الزمن ومدى ارتفاع قيمتها مقارنة بالعملات الأخرى.

أبرز العملات القديمة

يحتفل بعض الناس بذكرى لحظات تاريخية هامة عبر الاهتمام بالعملات القديمة، حيث تمثل بعض هذه العملات قمم الإنجاز الفني والتقني في صنع المسكوكات، ولم يُشهد مثلها منذ أكثر من 2000 عام. وبعضها نادر جدًا لدرجة أن عدداً قليلاً منها قد بقى حتى اليوم.

عملة إديس مارس

تُجسد هذه العملة حادثة اغتيال يوليوس قيصر على يد القائد بروتوس، وبعد انتصار أوكتافيان ومارك أنتوني على بروتوس، تم سحب هذه العملة الذهبية من الأسواق وصهرها، لكن نجت حوالي 100 عملة فقط وما زال عدد قليل منها موجوداً اليوم.

يحوي الوجه الأمامي للعملة صورة للقائد بروتوس، بينما يظهر غطاء الحرية محاطًا بخنجرين رومانيين يُعتقد أنهما الخنجريان المستخدمان في اغتيال قيصر، حيث يمثل أحدهما خنجر بروتوس والآخر خنجر كاسيوس، الشريك في الاغتيال.

عملة ديكادراخما

سُكّت عملة “ديكادراخما” القديمة الهامة خلال الحرب بين عامي 460-430 قبل الميلاد في مدينة أثينا اليونانية، حيث قاد اليونانيون حربًا طاحنة ضد الجيش الفارسي الغازي، والتي تضمنت معارك مشهورة مثل معركة تيرموبيلاي وماراثون وبلاتيا، مما أسفر عن طرد الفرس نهائيًا من اليونان.

تم تصنيع هذه العملة بشكل رئيسي بعد انتصار التحالف اليوناني على الفرس بين عامي 469-465 قبل الميلاد، وأُصدرت احتفالًا بهذا الانتصار، ومن المحتمل أن الفضة المستخدمة قد جاءت من منجم فضة خارج أثينا. ومع ذلك، كانت قيمتها مرتفعة لدرجة أن تداولها تم بشكل أساسي بين الأغنياء، ويوجد نسخة رئيسية منها في المتحف البريطاني في لندن.

عملة الدراخما

تُعتبر الدراخما الأثينية واحدة من أندر العملات القديمة، إذ لا يوجد منها سوى عشر عملات عالميًا، وكانت أثينا من أوائل المناطق التي سكت بها العملات المعدنية الفضية في العالم القديم. ويُعتقد أن سكها ارتبط بفوز أحد المشاركين في سباقات العربات الحربية بالدورة الأولمبية عام 411 قبل الميلاد.

تظهر العملة في جانبها الأمامي إله الشمس هيليوس داخل عربته، بينما تمثل السماء بنسر والبحر بسلطعون. وفي الوجه الخلفي يظهر نسرين يقفان فوق أرنب، ويُحتمل أن استخدام العملة كان بشكل رئيسي كتذكار، حيث أن كمية الفضة المستخدمة في صنعها تعزز من قيمتها في المعاملات التاريخية.

عملة التترادراخما

تعكس عملة “تترادراخما” الأثينية براعة التصميم، فهي مختلفة عن الكثير من العملات القديمة الأخرى التي كانت تُصنع من قوالب متعددة؛ حيث أُقيمت هذه العملة باستخدام زوج من القوالب، وتُعتبر واحدة من أفضل الأمثلة لصنع العملات اليونانية القديمة.

سُكّت للعملة في ذكرى إعادة بناء “ناكسوس” عام 461 قبل الميلاد، وكانت “ناكسوس” من أقدم المستعمرات اليونانية التي أُنشئت في جزيرة صقلية، وعُرفت بغناها بسبب تربتها البركانية الخصبة. لكن المدينة تعرضت للاحتلال عام 476 قبل الميلاد وتم نقل حضارتها إلى مدينة “ليونتين”، إلا أنه بعد وفاة هارين، ملك ليونتين، استعادت الناكسيون مدينتهم.