ثمّة أسباب لعدم المساواة بين الرجل والمرأة في الإسلام، والتي لا تكون اقتناصًا من حقها شيئًا أو تقليلًا من قدرها، وإنما أتت هذه القواعد رحمةً بها ورأفه، كما عدل بينها وبين الرجل في مواضع أخرى عديدة، ويمكنك بيان هذا عبر موقع سوبر بابا.
إن الله سبحانه وتعالى حكيم فيما يسن لنا من قوانين، فقد ساوى سبحانه بين الرجل والمرأة في عدد كبير من المواضع، إلا أنه بمناطق بسيطة جدًا لم يساوى بينهما، وكان هذا لحكمة له سبحانه، ليس تعسفًا أو تقليلًا من حقها.
لم يُرد الله سبحانه وتعالى أن يشق على المرأة لما يعلمه أنها تمر بفترات صعبة كالحيض، والحمل والولادة ثم النِفاس، ما يجعلها غير قادرة على أداء عدد من المهام، كالقتال، والجهاد في سبيل الله.
كذلك خفف عنها صلاة الجماعة، والتي ستكون شاقّة عليها بسبب البيت والأولاد الذي يتطلب منها قدرًا من الوقت والرعاية.
كل هذه التكاليف فرضها الله سبحانه على الرجل، وجعله يأثم إن لم يُنفذ غالبيتها، ولكن لم يضع للمرأة ذات الشرط، لذا فأسباب عدم المساواة بين الرجل والمرأة في الإسلام لم تكن إلا لمنفعة لها.
اقرأ أيضًا: العدل في نظر الإسلام
ورد في هذه القضية أصلًا اختلاف بين آراء العلماء، فمنهم من رأى أنها نصف دية الرجل، ومنهم من رأى أنها كمثله تمامًا.
هذا يعني أن الحكم لم يأتي صراحة ولا بينًا، مما يعني احتمالية الخطأ فيه، وإن كان صوابًا فلا يعني هذا تفرقة بين الرجل والمرأة، بل إن الله سبحانه وتعالى أحيانًا يُخفي الحكمة عنّا ليختبرنا في ما إذا كنّا نؤمن بتعاليمه دون مناقشة أم لا.
الدليل على هذا هو قوله تعالى: “فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا” سورة النساء 65.
كما قال جلّ في عُلاه: “وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا مُبِينًا” الأحزاب:36.
أمّا إذا رغب المسلم في تبين الحكمة رغم هذا فإن السبب راجع إلى أن الرجل قد يكون أنفع منها في المناصب الإدارية في البلاد، وهو من يُحارب ويُجاهد.
من الخطأ الكبير تعميم قول أن المرأة تأخذ نصف نصيب الرجل في الميراث جملة واحدة جون النظر فيها، بل إن لها عدد واسع من الحالات تختلف في المقدار.
قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ ۚ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ ۚ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَن يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ ۚ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا ۚ فَإِن كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ ۚ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِن رِّجَالِكُمْ ۖ
فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَن تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَىٰ ۚ وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا ۚ وَلَا تَسْأَمُوا أَن تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَىٰ أَجَلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَىٰ أَلَّا تَرْتَابُوا ۖ إِلَّا أَن تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلَّا تَكْتُبُوهَا ۗ وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ ۚ وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ ۚ وَإِن تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ ۗ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (282)” سورة البقرة.
جعل الله لشهادة المرأتين في ذات مكانة شهادة الرجل، ولم يكن هذا تخفيفًا من عقلها، إنما علم الله ما تحكم به على الأمور بمشاعرها، وقد برهن الله هذا جليًا في قوله فتذكر إحداهما الأخرى.
ولم يكُن هذا تقليل من المرأة، إنما تخفيفًا عليها، فقد أثبتت الدراسات الحديثة أن الإنسان يملك في علقه مركزان واحد للتكلم والآخر للتذكر، الرجل إذا تكلم فإنه يستخدم واحدًا، ويُبقى النصف الآخر للتذكر.
أمّا الوضع بالنسبة إلى المرأة فإنها حين تبدأ في التكلم تستخدم كلا المركزان، وبهذا لا تستطيع التذكر بشكل جيد، فعلم الله علتها وخفف عنها، لذا فإن أسباب عدم المساواة بين الرجل والمرأة في الإسلام لم تأتي إلا تسهيلًا عليها.
قال تعالى: “الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا (34)” سورة النساء.
أسباب عدم المساواة بين الرجل والمرأة في قضية القوامة لم تكُن هذا تقليلًا من المرأة أبدًا، بل أتى تخفيفًا عليها، فألزم الرجل أن يقوم على شؤونها، وأن يرعاها ويُنفق عليها من ماله، ويُحقق لها كل ما تتمنى، إلا أنه لم يعطِه القوامة لأجل أن يتحكم بها، بل كي يُرشدها إلى الأفضل لها خوفًا عليها.
اقرأ أيضًا: معلومات عن كيفية تقسيم الميراث حسب الشريعة الإسلامية
إن الإسلام أتى كي يُعيد كل شيء إلى نصابه الصحيح، فمثلًا تجد أن حتى أسباب عدم المساواة بين الرجل والمرأة في الإسلام لم تكُن تقليلًا من حقوقها إنما تخفيفًا عنها ورأفة بها.
قال تعالى: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1)” سورة النساء.
فلم يُفرق الله تعالى هُنا في خلق الذكر والأنثى بل خصهما معًا بأنهما كانا من نفس واحدة هو آدام عليه السلام، وزوجته السيدة حواء.
قال تعالى: “وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ(71)” سورة التوبة.
إذ لم يُفرق الله بينهم في أداء العبادات، بل جعل كلاهما يُعامل بذات القدر من الحساب ثوابًا وعقابًا.
كما قال تعالى في سورة النحل: “مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97)”.
اقرأ أيضًا: معلومات دينية إسلامية مفيدة عامة
ألزم الإسلام الرجل بأن يؤدي ما عليه من واجبات تجاه زوجته، كما ألزمها هي أيضًا أن تؤدي ما عليها من واجبات تجاهه، فبهذا أصبح كلاهما متساويًا، قال تعالى: “وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ(228).
أسباب عدم المساواة بين الرجل والمرأة لم تكن أبدًا ظُلمًا لها، وإنما لله في خلقه شئون، حيث يضع لنا التشريعات بما يتناسب مع الأفضل لنا، والبشر بطبيعتهم ضيقوا النظرة لا يرون هذا واضحًا.
أحدث التعليقات