أسباب الإصابة بمرض الجذام

أسباب الإصابة بمرض الجذام

يُعرف مرض الجذام، المعروف أيضًا باسم مرض هانسن نسبةً للطبيب هانسن الذي أول من اكتشفه في عام 1873، بأنه أحد الأمراض البكتيرية الناتجة عن عدوى بكتيريا المتفطرة الجذامية (Mycobacterium leprae). تتميز هذه البكتيريا بمعدل نمو منخفض ولها فترة حضانة طويلة، مما يعني أنه يمكن أن تستغرق أعراض المرض عقوداً قد تصل إلى 20 عامًا في بعض الحالات لتظهر.

تحدث العدوى عادة من خلال ملامسة السوائل (الرذاذ) التي تخرج من أنف أو فم الشخص المصاب بالجذام ولم يتلق العلاج. خلال المرحلة النشطة للمرض، تقوم البكتيريا بمهاجمة الخلايا العصبية، مما يؤدي إلى مشاكل في الرؤية والجلد والأغشية المخاطية. كما يمكن أن يفقد المصاب الإحساس في مناطق الأعصاب المتأثرة، ويظهر تغيير في لون البشرة مع احتمالية التهاب الجلد.

عوامل قد تزيد من خطر الإصابة بمرض الجذام

رغم عدم التوصل إلى تحديد دقيق للعوامل المؤدية للإصابة بمرض الجذام، فإن هناك عدة عوامل تم ربطها بزيادة خطر الإصابة، ومنها:

  • التعامل المباشر مع حيوان الأرماديللو.
  • الإقامة في دول نامية.
  • السن بين 5-15 أو فوق 30 عامًا، حيث يمكن أن تحدث الإصابة في مراحل عمرية متفاوتة.
  • السماح للسباحة أو الاستحمام في الأنهار أو البحيرات.
  • عدم تغيير أو غسل أغطية الأسرة بشكل دوري.

طرق انتقال مرض الجذام

حتى الآن، لم يتم تحديد طريقة الانتقال الدقيقة للعدوى بمرض الجذام بسبب طول فترة حضانته. يعتقد العلماء أن المرض ينتقل بواسطة الاتصال المطوّل مع الأشخاص المصابين والتعرض لرذاذ السعال أو العطس. من المهم أن نلاحظ أن المرض لا ينتقل بسهولة، إذ يُقدر أن حوالي 95% من الأشخاص يمتلكون حماية مناعية ضد المرض، مما يسمح لجهاز المناعة بمكافحة العدوى قبل ظهور الأعراض.

بالإضافة لذلك، يمكن تحديد الحالات التي لا يتم فيها انتقال المرض عند التعامل مع شخص مُصاب، مثل:

  • العناق والمصافحة.
  • تناول الطعام سوياً على نفس الطاولة.
  • استخدام نفس المقعد أو منطقة الجلوس في وسائل النقل العامة.
  • من الأم إلى الجنين أثناء الحمل.

أنواع مرض الجذام

يعتمد علاج مرض الجذام على نوعه، وفيما يلي يوضح تفاصيل تصنيفه:

استجابة الجهاز المناعي للمرض

يمكن تصنيف مرض الجذام وفقًا للاستجابة المناعية كما يلي:

  • الجذام الدرني (Tuberculoid leprosy): في هذه الحالة تكون الاستجابة المناعية جيدة، مما يقلل من حدة المرض واحتمالية انتقال العدوى.
  • الجذام الورمي (Lepromatous leprosy): يفضل أن تكون الاستجابة المناعية منخفضة، مما يؤدي إلى انتشار المرض وآثار جلدية كبيرة وزيادة احتمالية العدوى.
  • الجذام الحدودي (Borderline leprosy): يمثل هذه المرحلة الحدودية بين الجذام الدرني والورمي، حيث تظهر أعراض واستجابة مناعية متنوعة.

انتشار المرض والمناطق المتأثرة في الجلد

وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يُقسم مرض الجذام بحسب انتشاره والمناطق المصابة في الجلد إلى نوعين رئيسيين:

  • الجذام قليل العُصّيّات (Paucibacillary leprosy): حيث لا يمكن الكشف عن البكتيريا في الجلد، ويعاني المصاب من خمس آفات جلدية أو أقل.
  • الجذام متعدد العُصّيّات (Multibacillary leprosy): في هذا النمط، يمكن اكتشاف البكتيريا عند تحليل عينة من الجلد، ويعاني المصاب من أكثر من خمس آفات جلدية.

حدة الأعراض المُرافقة للمرض

يستخدم نظام ريدلي-جوبلنغ (Ridley-Jopling) بشكل شائع في الدراسات لتصنيف الجذام إلى خمس مستويات، على النحو التالي:

  • الجذام الدرني.
  • الجذام الدرني الحدودي.
  • الجذام شبه الحدودي.
  • الجذام الورمي الحدودي.
  • الجذام الورمي.

خلاصة المقال

يُعتبر مرض الجذام واحدًا من الأمراض البكتيرية التي تسببها بكتيريا المتفطرة الجذامية. تخضع أعراض العدوى لفترة حضانة طويلة تصل إلى 20 عامًا أو أكثر في بعض الحالات، ولا تزال آلية انتقال العدوى غير واضحة تمامًا. يُعتقد أن الاتصال المطول مع الأشخاص المصابين أو التعرّض لرذاذ عطاسهم أو سعاله قد يساهم في انتقال العدوى. تُوجد أيضًا عوامل تساهم في زيادة خطر الإصابة، ويمكن علاج المرض بفعالية عند الحصول على العلاج المناسب.

Published
Categorized as أمراض عامة