يعتبر الصديق الرفيق والأخ الذي يرافقنا في خضم تحديات الحياة، فهو الشخص الذي يقدم لك الدعم دون حاجة لتطلب منه ذلك. يتشارك معك أحلامك وأحزانك وأفراحك. في هذا السياق، نقدم إليكم باقة من أجمل العبارات التي تعكس معنى الصداقة الحقيقية.
قصيدة “دمعة على صديق” للشاعر محمد مهدي الجواهري، شاعر عراقي وُلد في النجف عام 1899م، يتميز بذاكرته القوية وسرعة حفظه. عُرض عليه ذات مرة تحدٍ لحفظ نص شعري، واستطاع أن يحفظ قصيدة مكونة من (450) بيتاً بعد غياب ثماني ساعات.
حَمَلَتْ إليك رسالةَ المفجوعِ
عينٌ مرقرقةٌ بفيضِ دموعي
لا تبخسوا قدر الدموع فإنها
دفعُ الهموم تفيض من ينبوع
للنفس حالاتٌ يلذُّ لها الأسى
وترى البكاء كواجبٍ مشروع
وأمضَّها فقد الشباب مضرَّجاً
بدمائه من كف غير قريع
أأبا فلاحٍ هل سمعتَ مَنَاحَةً
وصلت إلى أسماع كل سميع
قد كنتَ في مندوحة عن مثلها
لولا قضاء ليس بالمدفوع
أبكيكَ للطبع الرقيقِ وللحر
أبكي لحبل شبابكَ المقطوع
أبكيك لستُ أخصُّ خلقاً واحداً
لكنما أبكي على المجموع
جازعاً شقيقه فهذا موقفٌ
يشقى به من لم يكن بجزوع
إن التجلد في المصاب تطبُّعٌ
والحزن شيء في النفوس طبيعي
وإذا صدقت فإن عينَ أبيكما
قد خَبَّرَتْ عن قلبه الصدوع
شيخوخةٌ ما كان أحوجَها إلى
شملٍ تسرُّ بقربه مجموع
وبحسب أحمد “لوعة” أن ابنهُ
لبس الغروب ولم يَعُدْ لطلوع
لو تأذنون سألتُهُ عن خاطرٍ
مُبكي يَهُزّ فؤادَ كل مروع
أعرفتَ في ساعات عمركَ موقِفاً
بعَثَ الشجون كساعة التوديع؟
إني رأيت القول غير مُرَفَهٍ
لكن رأيتُ الصمتَ غير بديع
فأتتك تُعرب عن كوامن لوعة
مقطوعةٌ هي آهة الموجوع
قصيدة “لي صديق على الزمان صديقي” للشاعر أبو فراس الحمداني، الحارث بن سعيد بن حمدان، وُلِد في الموصل واستقر في حلب. درس الأدب والفروسية، وتم أسره مرتين على يد الروم خلال جهاده.
لي صَديقٌ عَلى الزَمانِ صَديقي
ورفيقٌ مَعَ الخطوبِ رفيقي
لو تراني إذا استهلّت دُموعي
في صَبوحٍ ذَكَرتُهُ أَو غَبوقِ
أشرَبُ الدَمعَ مَع نَديمي بِكأسي
وأُحلّي عقيا نَها بِعَقيقِ
قصيدة “عندما يرحل الرفاق” للشاعر فاروق جويدة. وُلِد في مصر عام 1946م وتخرج من قسم الصحافة، حيث يتميز بتنوع أساليبه الشعرية.
تاهت خطاي عن الطريق
لا ضوء فيه.. ولا حياة.. ولا رفيق
والبيت.. أين البيت؟!
قد صار كالأمل الغريق
وعواصف الأيام تقتلع الجوانح
بالأسى الدامي.. العميق
وتلعثمت شفتاي قلت لعلني
أخطأت.. في الليل الطريق
وسمعت صوت الليل يسري.. في شجن:
قدماك خاصمتا الطريق
رحل الرفاق أيا صديقي من زمن
يا ليل..
يا من قد جمعت على جفونك شملنا
يا من نثرت رياض دفئك حولنا
وحملت أنسام الربيع رقيقة
سكرى لترقص بيننا
أتراك تذكر من أنا؟
أنا صاحب البيت القديم
يوماً تركت لديك حبا عاش مفتون.. المنى
وسمعت صوت الليل يسري.. في شجن
رحل الرفاق أيا صديقي من زمن
ودخلت بيتي والسنين تشدني
وروائح الماضي القديم.. تضمني
البيت يعرف خطوتي
في مدخل البيت الحزين رأيت كل حكايتي
الأرض تبتلع الزهور
وأزهار النوار في تابوتها
أطلال عطر.. أو قشور
فوق القاعد كانت الحشرات تجري.. أو تدور
والهمس يسري بينها
جمع التراب رفاقه حولي وحدق.. في غرور:
أتراك جئت لكي تحطم بيتنا
وسألته في دهشة:
أتراك تعرف من أنا؟
أنا صاحب البيت القديم
نهض التراب وقال في غضب:
شيء عجيب ما أرى..
ماذا تريد؟
كل الذي في البيت يعرف أنني
أصبحت صاحبه الجديد
وعلى جدار الصمت نامت صورتي
تاهت ملامحها مع الأيام مثل.. حكايتي..
ودموعها تنساب كالماضي وتروي قصتي..
بجوار مقعدنا رأيت جريدة
فيها مواعيد السفر..
ومتى تعود الطائرة..
وشريط أغنية لعل رنينها
قد ظل يسرع.. ثم يسرع
خلف ذكرى.. حائرة
فتوقفت نبضاتها..
وسمعتها:
(أيها الساهر تغفو..
تذكر العهد.. وتصحو..
وإذا ما التأم جرح جد بالتذكار.. جرح
فتعلم كيف تنسى وتعلم.. كيف تمحو)
وعلى سريري ماتت الأحلام وانتهت.. المنى
يا حجرتي.. يا صورتي..
يا كل ما أحببت من هذا الوجود
يا وردتي يا أعذب الألحان في دنيا الورود
أنا صاحب البيت القديم!!
لا شيء ينطق في السكون
لا شيء يعرف.. من أكون؟!!
وسمعت صوتا يقتل الصمت الرهيب:
أنت الذي ترك الزهور..
لكي تموت من الصقيع..
كل الذي في البيت عاش وظل يحلم بالربيع..
كل الذي في البيت مات
كل الذي في البيت مات
ومضيت نحو الصوت تنهرني الخطى..
فوجدته قلمي ينام على كتاب
ودماؤه الحيرى تئن على التراب
ومضى يحدثني بحزن.. واكتئاب:
لم يا صديقي قد هجرتم بيتنا
وتركتم الحب الصغير يموت حزنا.. بيننا
في كل يوم كان يسأل: أين أمي؟؟ أين راح أبي؟!
تراني.. من أنا؟!
ما زلت أذكر يا رفيقي ساعة الأمس الحزين
أنا لا أصدق أن قلبك جرب الأشواق
أو ذاق الحنين
ما كنت أحسب أن مثلك قد يخون
أو أن طيف الحب في دنياك يوماً.. قد يهون
أمسكت بالقلم الذي يبكي أمامي في جنون..
هيا إلي فربما نجد الطريق
هيا إلي فربما نجد الرفيق
ماذا أقول؟!
تاهت خطاي عن الطريق..!
الرسالة الأولى:
تذكر أن أعلى مراتب الصداقة تتجلى في الصبر على الصديق عند زلاته، ثم الصبر على صبرك لتجنب الإساءة إليه.
الرسالة الثانية:
جمال الأصدقاء الأوفياء هو أجمل ما يمكن أن تراه، وصوتهم عند لقائهم هو أجمل نغمة تسمعها.
الرسالة الثالثة:
حُبّك لذاتك يمهد لك صداقة دائمة. صادق نفسك أولاً لتكون قادراً على مصادقة الآخرين.
الرسالة الرابعة:
إذا صمت صديقك، فلا يتوقف قلبك عن حضور صوته، فالصداقة تتجاوز الكلمات.
الرسالة الخامسة:
عامل الجميع كالأصدقاء ولكن لا تخف من تقسيم العلاقات، وستجد قربى ومودة دون الاعتماد على العلاقات الأسرية فقط.
أحدث التعليقات